للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٦٨٨ - قَالَ مُسْلِمٌ فِي "صَحِيحِهِ":

حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، قَالَ: "أَتَيْتُ"، وَفِي رِوَايَةِ هَدَّابٍ "مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عِنْدَ الكَثِيبِ الأَحْمَرِ وَهُوَ


= نعم. ففتح فإذا إبراهيم عَلَيْه السَّلام فقال: مرحبًا بك من ولد، ومرحبًا بك من رسول. قال: فانتهيت إلى بناء فقلت للملك: ما هذا؟ قال: بناء بناها اللَّه للملائكة، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك يقدسون اللَّه ويسبحونه، لا يعودون فيه. قال: ثم انتهيت إلى السدرة المنتهى، وأنا أعرف أنها سدرة أعرف ورقها وثمارها. قال: فلما غشيها ما غشيها من أمر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ نحوي غيرني حتى لا يستطيع أحد ينعتها. قال: وفرض على أمتي خمسين صلاة. قال: فأتيت على موسى عَلَيْه السَّلام فقال: بكم أمرت؟ قال: أمرت بخمسين صلاة. قال: أمتك لا تطيق هذا فارجع إلى ربك فسله التخفيف. فرجعت إلى ربي فوضع عني عشرًا، فما زلت بين ربي وبين موسى حتى جعلها خمس صلوات، فأتيت إلى موسى فقال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف. قال: بل أسلم. قال: فنوديت أني قد أكملت فريضتي، وخففت عن عبادي، لكل صلاة عشر صلوات".
والروايات المطولة ترفع الإشكال الواقع في لفظ مسلم وهو قوله: "ثم أنزلت".
قال النووي في "شرح صحيح مسلم" (٢/ ٢١٥): "ثم أنزلت" هو بإسكان اللام، وضم التاء، هكذا ضبطناه، وكذا هو في جميع الأصول والنسخ، وكذا نقله القاضي عياض -رحمه اللَّه- عن جميع الروايات، وفى معناه خفاء واختلاف. قال القاضي: قال الوقشى: هذا وهم من الرواة، وصوابه "تركت" فتصحف. قال القاضي: فسألت عنه ابن سراج فقال: أنزلت في اللغة بمعنى: تركت، صحيح وليس فيه تصحيف. قال القاضي: وظهر لى أنه صحيح بالمعنى المعروف في أنزلت، فهو ضد رفعت؛ لأنه قال: "انطلقوا بي إلى زمزم ثم أنزلت" أي ثم صرفت إلى موضعي الذي حملت منه. قال: ولم أزل أبحث عنه حتى وقعت على الجلاء فيه من رواية الحافظ أبي بكر البرقاني، وأنه طرف حديث، وتمامه: "ثم أنزلت عليَّ طست من ذهب مملوءة حكمة وإيمانًا". هذا آخر كلام القاضي عياض -رحمه اللَّه- ومقتضى رواية البرقاني أن يضبط: "أنزلت" بفتح اللام وإسكان التاء، وكذلك ضبطناه في "الجمع بين الصحيحين" للحميدي، وحكى الحميدي هذه الزيادة المذكورة عن رواية البرقاني، وزاد عليها وقال: أخرجها البرقاني بإسناد مسلم، وأشار الحميدي إلى أن رواية مسلم ناقصة، وأن تمامها ما زاده البرقاني، واللَّه أعلم.

<<  <   >  >>