قلت: فيه عبد اللَّه بن لهيعة سيئ الحفظ مدلس، وبقية رجال الحديث ثقات إلا شيخ المصنف يحيى بن عثمان بن صالح، قال ابن أبي حاتم (٩/ ١٧٥): كتبت عنه، وكتب عنه أبي، وتكلموا فيه. وقال الذهبي في "السير" (١٣/ ٣٥٥): قلت: هذا جَرْح غير مفسر، فلا يطرح به العالم. وقال ابن يونس: كان عالمًا بأخبار البلد وبموت العلماء، وكان حافظًا للحديث، وحدث بما لم يكن يوجد عند غيره. وقال مسلمة بن قاسم: يتشيع، وكان صاحب وراقة يحدث من غير كتبه؛ فطعن فيه لأجل ذلك. وقال الذهبي في "الميزان": هو صدوق إن شاء اللَّه. وقال في "الكاشف" (٦٢١٣): حافظ أخباري له ما ينكر. وذكره الذهبي فيمن تكلم فيه وهو موثق، وقال ابن حجر في "التقريب": رمي بالتشيع، ولينه بعضهم لكونه حدث من غير أصله. قال الألباني في "الإسراء والمعراج" (١/ ٧٠): أخرجه ابن مردويه والسياق له، والطبراني في "الكبير" والرواية الأخرى له، وعزاه إليهما السيوطي في "الخصائص" (١/ ٣٩٦ - ٣٩٧) وسكت عنه كعادته، وأعله الهيثمي (١/ ٧٨) بابن لهيعة مشيرًا إلى ضعفه، وذلك لأنه معروف بسوء حفظه. هذا وللحديث شواهد منها ما رواه البخاري (٣٤٣٧، ٤٧٠٩، ٥٥٧٦)، ومسلم (١٦٨)، وأحمد (٢/ ٢٨٢)، من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-، وفيه: "وأتيت بإنائين: أحدهما لبن، والآخر فيه خمر، فقيل لي: خذ أيهما شئت. فأخذت اللبن فشربته، فقيل لي: هديت الفطرة -أو أصبت الفطرة- أما إنك لو أخذت الخمر "غوت أمتك". (١٣٣) "ضعيف جدًّا" "مسند الشاشي" (١٤٩٧)، وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (١٤٥)، وعزاه السيوطي في "الخصائص =