وأما حديث أنس فقد ساقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٦١٦، ٦١٧)، من طريقين: عن يحيى ابن شبيب، عن حميد الطويل، عن أنس، بنحوه، ومن طريق آخر: عن العباس بن محمد العلوي، عن عمار بن هارون المستملي، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عنه بنحوه. وذكره ابن حبان في "المجروحين" (٢/ ١٨٤)، من هذا الطريق الأخير، وقال: هذا شيء لا أصل له من كلام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولا من حديث أنس، ولا ثابت، ولا حماد بن سلمة. وقال ابن الجوزي على الطريقين الأولين: مدار الطريقين الأولين على يحيى بن شبيب، قال ابن حبان: حدث عن الثوري بما لم يحدث به قط، لا يجوز الاحتجاج به. وقال العقيلي: هذا الحديث موضوع لا أصل له. قلت: فبان بهذا وَهَاءُ الحديث، ومهما تعددت الطرق وفيها هذا الضعف؛ لهو أدل دليل على بطلان الحديث، ولذا وضعه غير واحد في الموضوعات. انظر: الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (٣١)، والسيوطي في "اللآلئ" كما مر، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (٩٤)، وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة" (٥٦١٨): موضوع. (١٤٢) "إسناد صحيح إلى عبد اللَّه بن شداد وهو مرسل" "المصنف" (٥/ ٥١١)، وأخرجه الطبري في "تفسيره" (٩/ ١٥) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الشيباني بنحوه. ورجال الحديث ثقات، وأما عبد اللَّه بن شداد، فهو ابن شداد بن الهاد، وأمه سلمى، أخت أسماء بنت عميس، وكانت سلمى تحت حمزة -رضي اللَّه عنه-، فلما استشهد تزوجها شداد، فولدت له عبد اللَّه في =