للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٤٠ - قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي "التَّهَجُّدِ وَقِيَامِ الليْلِ":

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الحسَينِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ حَاتِم -وَكَانَ مِنَ الْعَابِدِينَ- حَدَّثَنِي أبو سَعِيدٍ -رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ- قَالَ: كُنْتُ أَتَيْتُ فِي مَسْجِدِ بَيْتِ المقْدِسِ، قَالَ: فَكَانَ قَلَّ مَنْ يَخْلُو مِنَ المتَهَجِّدِينَ، قَالَ: فَقُمْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ بَعَدَمَا قَدْ مَضَى لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ فِي المَسْجِدِ مُتَهَجِّدًا! فَقُلْتُ: مَا حَالُ النَّاسِ الليْلَةَ لَا أَرَى مِنْهُمْ أَحَدًا يُصَلِّي؟ قَالَ: فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأُفَكرُ فِي ذَلِكَ فِي نَفْسِي إِذْ سمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْقُبَّةِ الَّتِي عَلَى


= فقال سائل: إذن لا يجوز تعظيم هذه الصخرة، ولا أن يقول أحد ما: أنها (الصخرة المشرفة)؟
الشيخ: نعم.
السائل: لأن التعظيم أو التشريف دون نص شرعي من كتاب اللَّه أو سنة نبيه أو أليس كذلك؟
الشيخ: ويزيد على ذلك أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صعد منها إلى السماء، وأنه لمّا عرج به لحقت به فوقفت في الهواء، كل هذا ليس له أصل، إنما هي صخرة من جبل. اهـ.
وتتميمًا للفائدة نذكر رأي الشيخ في تعظيم الناس لقبة الصخرة:
وسئل رحمه اللَّه: ما رأيكم في تعظيم الناس لقبة الصخرة؟ فقال: هذه الصورة ضللت العالم الإسلامي، وجعلت الصخرة مقدسة، وهي صخرة من الصخور لا قيمة لها سواء كانت هناك أم في بريطانيا مثلًا، لا قيمة لها إطلاقًا، فحينما تصور والمسئولون عنها مباشرة هم الملوك الذين ينفقون الأموال الطائلة في سبيل زخرفتها وتزيينها، ففي ذلك تضليل للشعوب الإسلامية، فصارت هذه الصخرة صخرة مقدسة من جهة، ثم استغلت سياسيًّا من جهة أخرى، ألا يكفيهم أن يشغلوا واقع المسجد الأقصى أنه من المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال؟ يكفيهم هذا.
إذا كانوا يريدون أن يستغلوا الوضع سياسيًا، ويثيروا حماس المسلمين، وإن كانوا مع الأسف كما قيل:
لقد أسمعت لو ناديت حيًّا ... ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نارًا نفخت بها أضاءت ... ولكن أنت تنفخ في رماد
فإذا أرادوا أن يثيروا عواطف المسلمين إن كان هذا يثير؛ فالمسجد الأقصى باعتباره من المساجد الثلاثة يكفي، أما هذه الصخرة فمضلّة ومضلة، ومن جملة تأييدها نصبها، ووضعها في صدور المجالس، والحمد للَّه فقد صاننا عَزَّ وَجَلَّ من أن نقدس حجارة لا قيمة لها إسلاميًّا.

<<  <   >  >>