وأبو بكر ضعيف الرواية؛ وعلى هذا فالمحفوظ هو إثبات عبد الأعلى بن هلال، وإسناد الحديث ضعيف وفيه علتان: الأولى: عبد الأعلى مجهول، كما قال الحسيني في "الإكمال" (٤٨٨). الثانية: سعيد بن سويد قال فيه البخاري: لم يصح حديثه، يعني الذي رواه معاوية عنه مرفوعًا: "إني عبد اللَّه وخاتم النبيين في أم الكتاب، وآدم ينجدل في طينته". قاله الحافظ في "التعجيل" (٣٧٦). والحديث ضعفه الشيخ الألباني رحمه اللَّه في "الضعيفة" (٢٠٨٧) بهذا السياق، لكنه قال: نعم، الحديث صحيح بدون الزيادة الأخيرة "وكذلك ترى. . .". ومن شواهده أيضا حديث أبي أمامة: أخرجه أحمد (٥/ ٢٦٢)، والطيالسي (١١٤٠)، والطبراني في "الكبير" (٨/ ١٧٥ رقم ٧٧٢٩)، وفي "مسند الشاميين" (١٥٨٢)، والبيهقي في "الدلائل" (١/ ٨٤)، وابن عدي في "كامله" (٦/ ٢٩)، وأبو القاسم بن عساكر في "تاريخه" (١/ ١٦٦ - ١٦٧)، كلهم من طريق فرج بن فضالة، عن لقمان ابن عامر عنه بلفظ: قلت: يا نبي اللَّه، ما كان أول بدء أمرك؟ قال: "دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منها قصور الشام". وإسناده ضعيف؛ وآفته الفرج بن فضالة، وقد استنكر ابن عدي روايته لهذا الحديث، فقال عقب حديثه: هذه الأحاديث التي أمليتها عن لقمان بن عامر، عن أبي أمامة غير محفوظة. وذهب الشيخ الألباني رحمه اللَّه إلى تقوية هذه الرواية فقال في "الصحيحة" (١٩٢٥): هذا إسناد رجاله ثقات غير فرج بن فضالة؛ فإنه ضعيف، لكن فرق أحمد بين روايته عن الشاميين فقواها، وبين روايته عن الحجازيين، فقال: إذا حدث عن الشاميين فليس به بأس، ولكنه حدث عن يحيى بن سعيد بمناكير. قلت: هذا من روايته عن الشاميين؛ فإن لقمان بن عامر منهم. اهـ. وفي الباب أيضًا عن أبي مريم الغساني وأبي العجفاء وغيرهما، وانظر: "مجمع الزوائد" (٨/ ٢٢٦)، و"طبقات ابن سعد" (١/ ٨٢)، و"البداية والنهاية" (٢/ ٢٧٥)، ولا نطيل الحديث بتفصيل هذه الروايات لوهائها؛ وعلى كلٍّ فإن أحاديث هذا الباب لا تخلو من مقال، والأمر متجاذب بين القوة والضعف؛ ولولا أنها في باب الفضائل، والعلماء يتساهلون في مثل ذلك لما صححناه بشواهده، والعلم عند اللَّه.