للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليها" مشعر بكونه غير ضعيف" (١)، وذكر النووي هذا الحديث في تصنيف له لطيف يُسَمَّى: "رؤوس المسائل" و"تحفة طلاب الفضائل"، ونقل ما ذكرنا عن أبي داود، وابن عبد البر، وابن الصلاح، وقال: قال الشيخ: قوله: "وَلَا ضِرَارَ"، هو بكسر الضاد على مثال: ضِراب وقِتال، وغلب على ألسنة كثير من الفقهاء والمحدثين، وفي كتبهم: "وَلَا إِضْرَارٍ" بهمزة مكسورة قبل الضاد، ولا صحَّة لذلك، ومن أحسن ما فرق به بين "لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ" أن لا ضرر فيه، نفى أن يضر بجاره مثلًا بما له فيه منفعة مثل أن يضعَ على حائط جاره خشبة ويبني فوقها.

وأما لا ضِرَار؛ ففيه نفي لما يُسَمَّى مضارة، مثل: أن يضرَّ بجاره بما لا منفعة له فيه؛ كصاحب الحائط إذا منع الجار من أن يضع على حائطه خشبة من غير بناء، ومن غير ضرر، هذا كلام الشيخ تقي الدين.

والمشهور في كتب الحديث: "لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ"، بغير همز في أوله، وجاء في "موطأ مالك" من رواية عبد الله بن بكر: "وَلَا إِضْرَارٍ" بالهمز في النسخ التي حضرت، وكذلك هو في الحكاية التي تقدمت عن أبي داود بالهمز، وإثباتها هو المشهور في كتب الفقه، بل لا يوجد فيها، أو لا يكاد يوجد إلَّا بالهمزة، هذا كلام النووي .

وقال النووي أيضًا في كتاب "بستان العارفين" من تصنيفه عن ابن الصلاح في الأحاديث التي عليها مدار الإسلام: "حديث: "لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ" هو حديث حسن" (٢).

* * *


(١) انظر: جامع العلوم والحكم (٢/ ٢١١).
(٢) بستان العارفين (ص ١٦، ٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>