للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدِّثْنَا مَا رَأَيْتَ وَشَهِدْتَ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: يَا عَمْرُو بْنَ صُلَيْعٍ، أَرَأَيْتَ مُحَارِبَ أَمِنْ مُضَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّ مُضَرَ لَا تَزَالُ تَقْتُلُ كُلَّ مُؤْمِنٍ وَتَفْتِنُهُ، أَوْ يَضْرِبُهُمَ اللَّهُ وَالمَلَائِكَةُ وَالمُؤْمِنُونَ حَتَّى لَا يَمْنَعُوا بَطْنَ تَلْعَةٍ (٣)، أَرَأَيْتَ مُحَارِبَ أَمِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَإِذَا رَأَيْتَ عَيْلَانَ قَدْ نَزَلَتْ بِالشَّامِ فَخُذْ حِذْرَكَ. (٤)


(٣) التَّلْعةُ: أرض مرتفعة غليظة، يتردد فيها السيل ثم يدفع منها إلى تلعة أسفل منها، وهي مكرمة من المنابت، والتلعة مجرى الماء من أعلى الوادي إلى بطون الأرض، والجمع: التلاع، ومن أمثال العرب: فلان لا يمنع ذنب تلعة. يضرب للرجل الذليل الحقير، وفي الحديث: "فيجيء مطر لا يمنع منه ذنب تلعة". يريد كثرته وأنه لا يخلو منه موضع، وفي الحديث: "ليضربنهم المؤمنون حتى لا يمنعوا ذنب تلعة". "لسان العرب": تلع.
(٤) "صحيح"
"مصنف ابن أبي شيبة" (٨/ ٦٣٨).
وإسناده حسن من أجل الوليد بن جميع، وهو ابن عبد اللَّه صدوق وله أوهام؛ لكن لم ينفرد به تابعه جماعة وهم:

١ - وهب بن عبد اللَّه.
أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (١٩٨٨٩)، وعنه نعيم بن حماد في "الفتن" (١١٤٤)، ولفظه: عن حذيفة -رضي اللَّه عنه- أنه قال: يا عمرو بن صليع، إذا رأيت قيسًا توالت بالشام؛ فخذ حذرك، ثم قال: انفكت مضر تقتل المؤمنين وتفتنهم حتى يضربهم اللَّه وملائكته والمؤمنون؛ حتى لا يمنعوا ذنب تلعة.
وإسناده صحيح، وهب بن عبد اللَّه هو ابن أبي دبّي: ثقة من رجال "التهذيب".

٢ - قتادة.
أخرجه أحمد في "مسنده" (٥/ ٣٩٠)، والطيالسي في "مسنده" (٤٢٠)، والبزار في "مسنده" (٢٧٩٧)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٤٦٩)، وابن عساكر في "تاريخه" (٢٦/ ٨٥ - ٨٦)، وسياقه عند أحمد: عن قتادة، عن أبي الطفيل، قال: انطلقت أنا وعمرو بن صليع حتى أتينا حذيفة، قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن هذا الحي من مضر لا تدع للَّه في الأرض عبدًا صالحًا إلا افتتنته وأهلكته؛ حتى يدركها اللَّه بجنود من عباده فيذلها؛ حتى لا تمنع ذنب تلعة".
وليس عندهم ذكرٌ للشام، وإسناده صحيح.

٣ - جامع بن أبي راشد.
أخرجه نعيم في "الفتن" (١٢٢٦).
وإسناده صحيح.

<<  <   >  >>