حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (٦) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} قال: كنا نحدث أن إرم قبيلة من عاد، بيت مملكة عاد. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة في قوله: {إِرَمَ} قال: إرم قبيلة من عاد، كان يقال لهم: إرم. وقال آخرون: جدُّ عاد. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} يقول اللَّه: بعاد إرم، إن عاد ابن عوص بن إرم بن سام بن نوح. وقال آخرون: {إِرَمَ} الهالك. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (٦) إِرَمَ} يعني بالإرم: الهالك؛ ألا ترى أنك تقول: أرم بنو فلان. حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {بِعَادٍ (٦) إِرَمَ} الهلاك؛ ألا ترى أنك تقول أرم بنو فلان: أي هلكوا. والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن إرم إما بلدة كانت عاد تسكنها، فلذلك ردت على عاد للإتباع لها، ولم يجر من أجل ذلك، وإما اسم قبيلة فلم يجر أيضًا، كما لا يجر أسماء القبائل، كتميم وبكر، وما أشبه ذلك، إذا أرادوا به القبيلة، وأما اسم عاد فلم يجر، إذ كان اسمًا أعجميًا. فأما ما ذكر عن مجاهد أنه قال: عني بذلك القديمة، فقول لا معنى له؛ لأن ذلك لو كان معناه لكان محفوظًا بالتنوين، وفي ترك الإجراء الدليل على أنه ليس بنعت ولا صفة. وأشبه الأقوال فيه بالصواب عندي أنها اسم قبيلة من عاد، ولذلك جاءت القراءة بترك إضافة عاد إليها، وترك إجرائها، كما يقال: ألم تر ما فعل ربك بتميم نهشل؟ فيترك إجراء نهشل، وهي قبيلة، فترك إجراوها لذلك، وهي في موضع خفض بالرد على تميم، ولو كانت إرم اسم بلدة، أو اسم جد لعاد؛ لجاءت القراءة بإضافة عاد إليها، كما يقال: هذا عمرو زبيد وحاتم طيئ، وأعشى همدان، ولكنها اسم قبيلة منها فيما أرى، كما قال قتادة، واللَّه أعلم، فلذلك أجمعت القراء فيها على ترك الإضافة وترك الإجراء. وقال ابن رجب في "فضائل الشام" (ص ١٢٦ - ١٢٧): =