للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الجلاء، فلولا ذلك لعذبهم في الدنيا، وكان أول حشر حشروا في الدنيا إلى الشام، قال ابن عباس وعكرمة: من شك أن المحشر في الشام فليقرأ هذه الآية، وأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لهم: "اخرجوا". قالوا: إلى أين؟ قال: "إلى أرض المحشر".
قال قتادة: هذا أول المحشر. قال ابن عباس: هم أول من حشر من أهل الكتاب وأخرج من دياره. وقيل: إنهم أخرجوا إلى خيبر، وأن معنى {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} إخراجهم من حصونهم إلى خيبر، وآخره إخراج عمر -رضي اللَّه عنه- إياهم من خيبر إلى نجد وأذرعات، وقيل: تيماء وأريحاء، وذلك بكفرهم ونقض عهدهم.
وأما الحشر الثاني: فحشرهم قرب القيامة. قال قتادة: تأتي نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا، وتأكل منهم من تخلف. وهذا ثابت في الصحيح، وقد ذكرناه في كتاب "التذكرة"، ونحوه روى ابن وهب، عن مالك، قال: قلت لمالك: هو جلاؤهم من ديارهم؟ فقال لي: الحشر يوم القيامة حشر اليهود. قال: وأجلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- اليهود إلى خيبر حين سئلوا عن المال فكتموه؛ فاستحلهم بذلك. قال ابن العربي: للحشر أول ووسط وآخر، فالأول إجلاء بني النضير، والأوسط إجلاء خيبر، والآخر حشر يوم القيامة.
وعن الحسن: هم بنو قريظة، وخالفه بقية المفسرين، وقالوا: بنو قريظة ما حشروا ولكنهم قتلوا. حكاه الثعلبي.
الثالثة: قال الكيا الطبري: ومصالحة أهل الحرب على الجلاء من ديارهم من غير شيء لا يجوز الآن، وإنما كان ذلك في أول الإسلام ثم نسخ، والآن فلا بد من قتالهم أو سبيهم أو ضرب الجزية عليهم.
قال الشوكاني في "فتح القدير" (٥/ ٢٥٨ - ٢٥٩):
{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} هم بنو النضير، وهم رهط من اليهود من ذرية هارون، نزلوا المدينة في بني إسرائيل انتظازا منهم لمحمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، فغدروا بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد أن عاهدوه، وصاروا عليه مع المشركين، فحاصرهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى رضوا بالجلاء، قال الكلبي: كانوا أول من أجلي من أهل الذمة من جزيرة العرب، ثم أجلي آخرهم في زمن عمر بن الخطاب، فكان جلاوهم أول حشر من المدينة، وآخر حشر إجلاء عمر لهم. وقيل: إن أول الحشر إخراجهم من حصونهم إلى خيبر، وآخر الحشر إخراجهم من خيبر إلى الشام. وقيل: آخر الحشر هو حشر جميع الناس إلى أرض المحشر، وهي الشام. قال عكرمة: من شك أن المحشر يوم القيامة في الشام، فليقرأ هذه الآية، وأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لهم: "اخرجوا". قالوا: إلى أين؟ قال: "إلى أرض المحشر". =

<<  <   >  >>