وقال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي فديك. وأخرجه ابن عساكر في "الجامع المستقصى" (ق ٨١ - ٨٢) من طرق عن أم سلمة به. قلت: تابعه الواقدي عند الدارقطني (٢/ ٢٨٣) وهو متروك، وأخرجه ابن ماجه (٣٠٠١)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ١٦١)، وأبو يعلى (٦٨٦٤)، كلهم عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني سليمان بن سحيم، عن أم حكيم بنت أمية، عن أم سلمة به، لكن بلفظ: "من أهل بعمرة من بيت المقدس غفر له". وأخرجه ابن ماجه أيضًا (٣٠٠٢)، بإسناده عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن أبي سفيان، عن أمه أم حكيم بنت أمية، عن أم سلمة به. وأخرجه أحمد (٦/ ٢٩٩)، وابن حبان في "صحيحه" (٣٧٠١)، والدارقطني (٢/ ٢٨٤)، كلهم عن ابن إسحاق، عن سليمان بن سحيم -وصرح ابن إسحاق بالتحديث عند أحمد وابن حبان- عن يحيى ابن أبي سفيان، عن أمه أم حكيم ابنة أمية بن الأخنس، عن أم سلمة بنحوه. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٢٣/ ٣٦١ رقم ٨٤٩) بإسنادين عن عبد العزيز بن محمد، عن عبد اللَّه ابن عبد الرحمن بن عثمان، عن يحيى بن أبي سفيان، عن جدته حكيمة، عن أم سلمة بنحوه. وأخرجه أحمد (٦/ ٢٩٩) عن الحسن -وهو ابن موسى الأشيب- عن ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أم حكيم، عن أم سلمة به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ١٦١)، عن ابن إسحاق، عن سليمان، عن يحيى بن فلان، عن أم جعفر بنت أبي أمية، عن أم سلمة به، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام" (ق ٢٣ ب)، والسيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا" (ق ١١ ب). قلت: الحديث ضعيف، وبه أكثر من علة: الأولى: تفرد حكيمة بهذا الحديث، ولم تتابع عليه، وحكيمة لم توثق، وروى عنها: يحيى بن أبي سفيان، وسليمان بن سحيم، وقال المزي في "تهذيبه": عن رواية سليمان إن كان محفوظًا، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، ومعلوم شرط ابن حبان في كتابه "الثقات" وقال الحافظ: مقبولة. الثانية: الاضطراب في سند الحديث، فقد رواه ابن إسحاق، عن سليمان بن سحيم على أكثر من وجه، مرة عن يحيى بن أبي سفيان، عن حكيمة به، ومرة عن حكيمة مباشرة بإسقاط يحيى، ومرة عن يحيى ابن فلان، عن أم جعفر بنت أبي أمية به.