وإسناده تالف، قال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (١/ ١٠٥): يحيى هذا من صنعاء دمشق، روى عنه جماعة، وما علمت فيه جرحًا، والخليل الصيداوي روى عنه غير واحد منهم ابن قتيبة العسقلاني وأثنى عليه، والحديث منكر كما ترى. وقد رواه عن الليث بعض الضعفاء على وجه آخر، فرواه موسى بن إبراهيم عن الليث، فجعله من مسند شداد بن أوس، أخرجه أبو يعلى كما في "المطالب العالية" للحافظ (٨/ ٣٩)، وعنه ابن عساكر في "تاريخه" (٣٩/ ١١٠). وموسى هو أبو عمران المروزي، كَذَّبَهُ يحيى، وقال الدارقطني وغيره: متروك. وانظر: "الميزان" (٤/ ١٩٩)، و"اللسان" (٧/ ١٧١). وخالفه الفضل بن سوار فرواه عن الليث بإسناده إلا أنه جعل الصحابي هو أوس بن أوس الثقفي، ولفظه: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا إسحاق بن وهب العلاف، ثنا الفضل بن سوار البصري، ثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد اللَّه اليزني، عن أوس بن أوس الثقفي، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بينا أنا جالس إذ جاءني جبريل -صلى اللَّه عليه وسلم- فحملني فأدخلني جنة ربي عَزَّ وَجَلَّ، فبينا أنا جالس إذ جعلت في يدي تفاحة فانفلقت التفاحة بنصفين، فخرجت منها جارية لم أر جارية أحسن منها حسنًا، ولا أجمل منها جمالًا تسبح تسبيحًا لم يسمع الأولون والآخرون بمثله، فقلت: من أنت يا جارية؟ " قالت: أنا من الحور العين، خلقني اللَّه عَزَّ وَجَلَّ من نور عرشه. فقلت: "لمن أنت؟ " قالت: للخليفة المظلوم عثمان بن عفان -رضي اللَّه عنه-. أخرجه الطبراني في "الكبير" (١/ ٢١٩ - ٢٢٠ رقم ٥٩٨)، وابن عساكر في "تاريخه" (٣٩/ ١١٠ - ١١١). والفضل بن سوار لم أقف له على ترجمة، وقال السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (١/ ٢٨٨): ليس في رجاله متهم. وإسحاق بن وهب العلاف، قال الذهبي: ثقة، وإنما المتهم بالوضع إسحاق بن وهب الطهرمسي. وقد روي الحديث أيضًا عن ابن عمر وأنس، ولا يخلو من متهم، فأما حديث ابن عمر فأخرجه الخطيب في "تاريخه" (٥/ ٢٩٧)، وعنه ابن عساكر في "تاريخه" (٣٩/ ١١٢)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (٦١٣)، من طريق محمد بن سليمان بن هثام، عن وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن نافع، عنه بنحوه. قال الخطيب: منكر بهذا الإسناد، وكل رجاله ثقات سوى محمد بن سليمان بن هشام، والحمل فيه عليه. قلت: والحديث ذكره الذهبي في "الميزان" (٣/ ٥٧١) تحت ترجمة محمد بن سليمان، وضعفه جدًّا.