للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ يَرْجعُ النَّاسُ إِلَى بِلَادِهِمْ وَأَوْطَانِهِمْ، قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَيَطَئُونَ بِلَادَهُمْ لَا يَأْتُونَ عَلَى شَيْءٍ إِلَّا أَهْلَكُوهُ، وَلَا يَمرُّونَ عَلَى مَاء إِلَّا شَرِبُوهُ، ثمَّ يَرْجعُ النَّاسُ إِلَيَّ فَيَشْكونَهُمْ، فَأَدْعُو اللَّهَ عَلَيْهِمْ، فَيُهْلِكهُمْ اللَّه وَيُمِيتهُمْ، حَتَّى تَجْوَى (١٠٩) الأَرْضُ مِنْ نَتْنِ رِيحِهِمْ، قَالَ: فَيُنْزِل اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ المطَرَ، فَتَجْرُفُ أَجْسَادَهُمْ حَتَّى يَقْذِفَهُمْ فِي البَحْرِ -قَالَ أَبِي: ذَهَبَ عَلَيَّ هَاهُنَا شَيْءٌ لَمْ أَفْهَمْة كَأَدِيمٍ، وَقَالَ يَزِيدُ -يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ-: ثُمَّ تُنْسَفُ الجِبَالُ، وَتمَدُّ الأَرْضُ مَدَّ الأَدِيمِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ هُشَيْمٍ- قَالَ: فَفِيمَا عَهِدَ إِلَيَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ: أَنَّ ذَلِكَ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَإِنَّ السَّاعَةَ كَالحَامِلِ المتِمِّ الَّتِي لَا يَدْرِي أَهْلُهَا مَتَى تَفْجَؤُهُمْ بِوِلَادِهَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا". (١١٠)


(١٠٩) جَوِيَ الرجل بالكسر فهو جَوٍ مثل دَوٍ، ومنه قيل للماء المتغير المنتن جو، والآجن المتغير أيضًا إلا أنه دون الجوي في النتن، والجوي الماء المنق، تجوى الأرض من نتنهم، قال أبو عبيد: تنتن. "لسان العرب": جوا.
(١١٠) "ضعيف"
"مسند أحمد" (١/ ٣٧٥)، وأخرجه الطري في "التفسير" (١٧/ ٩١)، والشاشي في "مسنده" (٨٦٤)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٧/ ٥٠٣ - ٥٠٤) عن هشيم به.
وأخرجه ابن ماجه (٤٠٨١)، والحاكم (٢/ ٣٨٤، ٤/ ٤٨٨، ٥٤٥)، وابن أبي شيبة (٨/ ٦٦٠)، وأبو يعلى في "مسنده" (٥٢٧٣)، والشاشي (٨٤٥، ٨٤٨)، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (٥٢٨، ٦٧١)، كلهم من طريق يزيد بن هارون، عن العوام بن حوشب بلفظ: "لمَّا كان ليلة أسري برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . " فذكره هكذا مرسلًا.
قال الحاكم (٢/ ٣٨٤): هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، فأما مؤثر فليس بمجهول، قد روى عن: عبد اللَّه بن مسعود، والبراء بن عازب، وروى عنه جماعة من التابعين.
قلت: إسناده ضعيف؛ وعلته مؤثر بن عفازة الشيباني الكوفي، ذكره ابن حبان في "الثقات" والعجلي في "الثقات"، وقال الذهبي: وُثِّقَ. والذهبي غالبًا لا يطلق هذا القول إلا على من انفرد بتوثيقه ابن حبان، ومن ليس بمعتمد. وقال ابن حجر: مقبول.
وأما الاختلاف في إرساله فليس بعلة، فهو مرسل صحابي، وهو محتج به عند الجماهير.

<<  <   >  >>