وجمع الحافظ بين الروايتين كما في "الفتح" (٨/ ٦١١) فقال: قوله عن عبد اللَّه بن مسعود: "لقد رأى" أي في تفسير هذه الآية، قوله: "رأى رفرفًا أخضر قد سد الأفق" هذا ظاهره يغاير التفسير السابق أنه رأى جبريل، ولكن يوضح المراد ما أخرجه النسائي والحاكم من طريق عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: "أبصر نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- جبريل عليه السلام على رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض". فيجتمع من الحديثين أن الموصوف جبريل، والصفة التي كان عليها، وقد وقع في رواية محمد بن فضيل عند الإسماعيلي، وفي رواية ابن عيينة عند النسائي كلاهما عن الشيباني، عن زر، عن عبد اللَّه: "أنه رأى جبريل له ستمئة جناح قد سد الأفق". والمراد أن الذي سد الأفق الرفرف الذي فيه جبريل، فنسب جبريل إلى سد الأفق مجازًا، وفي رواية أحمد والترمذي وصححها من طريق عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود: "رأى جبريل في حلة من رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض". وبهذه الرواية يعرف المراد بالرفرف، وأنه حلة، ويؤيده قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ}. (١٠١) النجم: ٩ - ١٠. (١٠٢) "صحيح" "صحيح البخاري" (٤٨٥٧)، وأخرجه مسلم (١٧٤)، وأحمد (١/ ٣٩٨)، وابن جرير في "التفسير" (٢٧/ ٤٦)، وفي رواية مسلم (١٧٤)، ذكر قوله تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} مكان الآية المتقدمة.