رَضِيتُ. قَالَ: ثُمَّ سَارَ حَتَّى أَتَى بَيتَ المَقْدِسِ، فَنَزَلَ فَرَبطَ فَرَسَهُ إِلَى صَخْرةٍ، ثُمَّ دَخَلَ فَصَلَّى مَعَ الملائِكَةُ؛ فَلَمَّا قُضِيْتِ الصَّلاةُ، قَالُوا: يَا جِبْرَائِيلُ مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. فَقَالُوا: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالُوا: حَيَّاهُ اللَّه مِنْ أَخٍ وَمِنْ خَلِيفَةٍ، فَنِعْمَ الأَخُ، وَنِعْمَ الخَلِيفَةُ، وَنِعْمَ المجِيءُ جَاءَ. قَالَ: ثُمَّ لَقِيَ أَروَاحَ الأَنْبِيَاءَ فَأَثْنَوْا عَلَى رَبِّهِمِ، فَقَالَ إِبْرَاهيمُ: الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي اتَّخَذَنِي خَلِيلًا، وَأَعْطَانِي مُلْكًا عَظِيمًا، وَجَعَلَنِي أُمَّةً قَانِتًا للَّهِ يُؤتَمُّ بِي، وَأَنْقَذَنِي مِن النَّارِ، وَجَعَلَهَا عَلَيَّ بَرْدًا وَسَلَامًا. ثُمَّ إِنَّ مُوسَى أَثنَى عَلَى رَبِّهِ فَقَالَ: الحَمدُ للَّهِ الّذِي كَلَّمَنِي تَكْلِيمًا، وَجَعَلَ هَلَاكَ آلِ فِرعَونَ وَنَجَاةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى يَدَيَّ، وجَعَلَ مِن أُمتِي قَوْمًا يَهدُونَ بِالحَقِّ وَبِه يَعدِلُونَ. ثُمَّ إِنَّ دَاوُدَ عَلَيْه السَّلام أَثْنى عَلَى رَبِّهِ، فَقَالَ: الحمْدُ للَّهِ الَّذِي جَعَلَ لِي مُلْكًا عَظِيمًا، وَعَلَّمَنِيَ الزَّبُورَ، وَأَلَان لِيَ الحَدِيدَ، وسَخَّرَ لِيَ الجِبَالَ يُسَبِّحنَ والطَّيْرَ، وَأَعْطَانِي الحِكْمَةَ وَفَصْلَ الخِطَابِ. ثُمَّ إِنَّ سُلَيْمَانَ أَثْنَى عَلَى رَبِّهِ، فَقَالَ: الحَمدُ للَّهِ الَّذِي سَخَّرَ لِيَ الرِّيَاحَ، وَسَخَّرَ لِيَ الشَيَاطِين، يَعْمَلُونَ لِي مَا شِئتُ مِن مَحَارِيبَ وَتَمَاثَيلَ وَجِفَانٍ كَالجوَابِ، وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ، وَعَلَّمَني مَنطِقَ الطَّيرِ، وَآتَانِي مِن كُلِّ شَيءٍ فَضْلًا، وَسَخَّرَ لِي جُنُودَ الشَّيَاطِينَ والإِنْسَ وَالطَّيرَ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ، وَآتَانِي مُلْكًا عَظِيمًا لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِن بَعْدِي، وَجَعَلَ مُلْكِي مُلكًا طَيِّبًا لَيسَ عَلَيَّ فِيهِ حِسَابٌ. ثُمَّ إِنَّ عِيسَى عَلَيْه السَّلام أثْنَى عَلَى رَبِّهِ، فَقَالَ: الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي جَعَلَنِي كَلِمَتَهُ، وَجَعَلَ مَثَلِي مَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَاب ثُمّ قَالَ له كُن فَيكُونُ، وَعَلَّمَنِي الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَالتَّورَاةَ وَالإِنجيلَ، وَجَعَلَني أَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ هَيئَةَ الطَّيرِ، فَأَنفُخُ فِيهِ، فَيكُونُ طَيرًا بإِذنِ اللَّهِ، وَجَعَلَنِي أُبرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبرَصَ، وَأُحْيِي الموتَى بِإِذْنِ اللَّهِ، وَرَفَعَنِي وَطَهَّرَنِي، وَأَعَاذَنِي وَأُمِّي مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ، فَلَمْ يَكُن للشَّيطَانِ عَلَينَا سَبِيلٌ. قَالَ: ثُمَّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute