"سنن الترمذي" (٢٤٤٦)، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٧٦٠٤) عن أبي حصين، والبيهقي في "الآداب" (٢/ ٤٨٩)، عن عبد اللَّه بن العجلي، كلاهما عن عبثر، وعزاه السيوطي في "التفسير" (٥/ ٢١١) لابن مردويه فقط، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قلت: وإسناده صحيح، إلا أن عبثر بن القاسم انفرد بذكر الإسراء في روايته، وخالف جماعة من الأثبات فلم يذكروا الإسراء، وإليك رواية البخاري بتمامها ليتبين الفارق. قال الإمام البخاري (٥٧٥٢): حدثنا مسدد، حدثنا حصين بن نمير، عن حصين بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- قال: خرج علينا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يومًا، فقال: "عُرضت علي الأمم، فجعل يمر النبي معه الرجل، والنبي معه الرجلان، والنبي معه الرهط، والنبي ليس معه أحد، ورأيت سوادًا كثيرًا سد الأفق فرجوت أن تكون أمتي، فقيل: هذا موسى وقومه، ثم قيل لي: انظر فرأيت سوادًا كثيرًا سد الأفق، فقيل لي: انظر هكذا وهكذا، فرأيت سوادًا كثيرًا سد الأفق، فقيل: هؤلاء أمتك، ومع هؤلاء سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب". فتفرق الناس ولم يبين لهم، فتذاكر أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالوا: أما نحن فولدنا في الشرك ولكنا آمنا باللَّه ورسوله، ولكن هؤلاء هم أبناؤنا، فبلغ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "هم الذين لا يتطيرون، ولا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون". فقام عكاشة بن محصن، فقال: أمنهم أنا يا رسول اللَّه؟ قال: "نعم". فقام آخر، فقال: أمنهم أنا؟ فقال: "سبقك بها عكاشة". وأخرجه مسلم (٢٢٠)، بنحوه. وتابع حصين بن نمير جماعة من الأثبات، وهم:
١ - شعبة: عند البخاري (٦٤٧٢)، وأحمد (١/ ٣٢١).
٢ - هشيم: عند البخاري (٦٤٧٢)، ومسلم (٢٢٠/ ٣٧٤)، وأحمد (١/ ٢٧١)، وابن حبان (٦٤٣٠)، =