للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لِمَوْلَاتِي: هَبِي لِي يَوْمًا، قَالَتْ: نَعَمْ، فَانْطَلَقْت فَاحْتَطَبْت حَطَبًا فَبِعْتة بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ وَصَنَعْت بِهِ طَعَامًا، فَأتيتُ بِهِ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَهُوَ جَالِسٌ بَيْنَ أَصْحَابهِ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: "مَا هَذَا؟ " قلت: هَدِيْةً، فَوَضَعَ يَدَهُ وَقَالَ لِأَصْحَابه: "خذوا بِاسْمِ اللَّهِ". وَقُمْتُ خَلْفَهُ، فَوَضَعَ رِدَاءَهُ فَإِذَا خَاتَمُ النُّبُوْةِ، فَقلْت: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: "وَمَا ذَاكَ؟ " فَحَدَّثْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ، ثُمَّ قلْت: أَيَدْخل الجنَّةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإنَّهُ حَدَّثَنِي أَنَّكَ نَبِيٌّ؟ قَالَ: "لَنْ يَدْخُلَ الجنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ". (٤٠٦)


(٤٠٦) "حسن"
"مصنف ابن أبي شيبة" (٨/ ٤٥٣)، وأخرجه أحمد (٥/ ٤٣٨) عن أبي كامل، وابن حبان في "صحيحه" (٧١٢٤)، ووكيع في "أخبار القضاة" (٢/ ١٨٧) كلاهما عن عبد اللَّه بن رجاء، وابن سعد في "طبقاته" (٤/ ٦٠) عن عبيد اللَّه بن موسى، والطبراني في "الكبير" (٦/ ٢٥٩ رقم ٦١٥٥) عن مخول بن إبراهيم، وابن عساكر في "تاريخه" (٢١/ ٣٩٠) عن عمرو بن محمد العنقزي، كلهم عن إسرائيل بنحوه.
قال الهيثمي في "المجمع" (٨/ ٢٤٠ - ٢٤١): رجاله ثقات. وقال في (٩/ ٣٣٦): رجال الرواية الثانية انفرد بها أحمد، ورجالها رجال الصحيح، غير عمر بن أبي قرة الكندي، وهو ثقة.
قلت: نعم، سوى أبي قرة الكندي، وقد ذكره ابن حبان في "ثقاته" (٥/ ٥٨٧)، وقال: روى عنه أبو إسحاق السبيعي.
وقال ابن سعد: كان معروفًا قليل الحديث. اهـ.
قلت: ومثله يحتمل منه في هذه الطبقة؛ خاصة أن الحديث له شواهد يقوى بها، فالإسناد بشواهده يحسن على أقل أحواله، ومن أنظف شواهد الحديث:
ما أخرجه أحمد (٥/ ٤٤١)، وابن سعد في "طبقاته" (٤/ ٥٦)، والطبراني في "الكبير" (٦/ ٢٢٢ رقم ٦٠٦٥)، والخطيب في "تاريخه" (١/ ١٦٤ - ١٦٥)، والبزار في "مسنده" (٢٥٠٠)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (١/ ٢٠٩)، والبيهقي في "سننه الكبير" (١٠/ ٣٤٠)، وفي "الدلائل" (٢/ ٩٢)، والذهبي في "السير" (١/ ٥٠٦)، وغيرهم، كلهم عن ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر ابن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن عبد اللَّه بن عباس، عن سلمان، قال: كنت رجلًا فارسيًّا من أهل أصبهان، من أهل قرية منها، يقال لها: جي، وكان أبي دهقان قريته، وكنت أحب خلق اللَّه إليه، فلم يزل به حبه إياي حتى حبسني في بيته، أي ملازم النار، كما تحبس الجارية، وأجهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار الذي يوقدها، لا يتركها تخبو ساعة، قال: وكانت لأبي ضيعة عظيمة، قال: فشغل في بنيان له يومًا، =

<<  <   >  >>