وقال إسحاق بن بشر: قال لنا إدريس عن جده وهب بن منبه، قال: إن عيسى لمَّا بلغ ثلاث عشرة سنة أمره اللَّه أن يرجع من بلاد مصر إلى بيت إيليا، قال: فقدم عليه يوسف ابن خال أمه فحملهما على حمار حتى جاء بهما إلى إيليا، وأقام بها حتى أحدث اللَّه له الإنجيل وعلمه التوراة، وأعطاه إحياء الموتى، وإبراء الأسقام، والعلم بالغيوب مما يدخرون في بيوتهم، وتحدث الناس بقدومه، وفزعوا لما كان يأتي من العجائب، فجعلوا يعجبون منه، فدعاهم إلى اللَّه ففشا فيهم أمره. عن أبي سلمة سويد، عن بعض أصحابه، قال: صلى عيسى ببيت المقدس فانصرف، فلما كان ببعض العقبة عرض له إبليس فاحتبسه، فجعل يعرض عليه ويكلمه. . . إلخ قال الحسن البصري ومحمد بن إسحاق: كان بعض الملوك الكفرة اسمه داود بن نورا فأمر بقتله وصلبه، فحصروه في دار ببيت المقدس وذلك عشية الجمعة ليلة السبت، فلما حان وقت دخولهم ألقي شبهه على بعض أصحابه الحاضرين عنده، ورفع عيسى من روزنة ذلك البيت إلى السماء، وأهل البيت ينظرون، ودخل الشرط فوجدوا ذلك الشاب الذي ألقي عليه شبهه فأخذوه ظانِّين أنه عيسى، فصلبوه ووضعوا الشوك على رأسه إهانة له، وسلَّم لليهود عامة النصارى الذين لم يشاهدوا ما كان من أمر عيسى أنه صلب، وضلوا بسبب ذلك ضلالًا مبينًا كثيرًا فاحشًا بعيدًا. وقال الحسن البصري: كان عمر عيسى عليه السلام يوم رفع أربعًا وثلاثين سنة. قيل: سمي المسيح لمسحه الأرض، وهو سياحته فيها وفراره بدينه من الفتن في ذلك الزمان؛ لشدة =