وإسناده ضعيف؛ فيه عبد ربه بن سليمان بن عمير، قال الحافظ: مقبول. يعني إذا توبع. قال ابن المرجا في "فضائل بيت المقدس" (ص ١٧٢ - ١٧٣): أخبرنا علي بن موسى -المعروف بابن السمسار- قال: أبنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم، قال: أبنا أحمد بن إبراهيم القرشي، قال: أبنا محمد بن عائذ، وأخبرنا أبو الفرج، قال: أبنا عيسى، قال: أبنا علي، قال: ثنا زكريا بن يحيى بن يعقوب، قال: ثنا محمد بن عائذ، قال: ثنا الوليد بن مسلم، عن كلثوم بن زياد؛ أن عمر بن الخطاب قال لكعب: فأين ترى لنا أن نجعل مصلى المسلمين من هذا المسجد؟ فقال: في مؤخره مما يلي باب الأسباط، قال: كلا إن لنا مقدم المسجد، قال: فمضى إلى مقدمه. إسناده ضعيف، وأخرجه ابن عساكر في "الجامع المستقصى" (ق ١٧٩ ب - ١٨٠ أ) من طريق علي بن يعقوب به، وفيه: كلثوم بن زياد قاضي دمشق، ضعفه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروايته عن التابعين، وأظن روايته عن عمر مرسلة. قال الواسطي في "فضائل البيت المقدس" (ص ٥٤): حدثنا عمر بن الفضل، نا أبي، نا الوليد بن حماد، نا إبراهيم بن محمد، نا الوليد، نا كلثوم بن زياد، عن سليمان بن حبيب؛ أن عمر قال: أين نضع مسجد المسلمين من هذا المسجد؟ قال: فقال كعب: في مؤخره، قال: كلا، لنا مقدم المساجد. ضعيف الإسناد، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "الجامع المستقصى" (ق ١٧٤ ب - ١٧٥ أ)، وفيه سليمان بن حبيب المحاربي: ثقة، إلا أنه لم يدرك فتح عمر لبيت المقدس، وكلثوم بن زياد ضعيف، ضعفه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباجتماع هذه الشواهد والمتابعات يثبت أصل الحكاية. فائدة: قال ابن كثير: فلم يعظم عمر بن الخطاب الصخرة تعظيمًا يصلي وراءها وهي بين يديه كما أشار كعب الأحبار، وهو من قوم يعظمونها حتى جعلوها قبلتهم ولكن من اللَّه عليه بالإسلام فهدي إلى الحق؛ ولهذا لمَّا أشار بذلك، قال له أمير المؤمنين عمر: ضاهيت اليهودية. ولا أهانها إهانة النصارى الذين كانوا قد جعلوها مزبلة؛ من أجل أنها قبلة اليهود، ولكن أماط عنها الأذى وكنس عنها الكناسة بردائه، وهذا شبيه بما جاء في "صحيح مسلم" عن أبي مرثد الغنوي قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها". "تفسير ابن كثير" الإسراء: ١، و"البداية والنهاية" (٧/ ٥٧، ٥٩ - ٦٠). وكل حديث في الصخرة فهو كذب مفترى، والحديث الذي فيها كذب موضوع مما عمله المُزَوِّرون الذين =