(١٧٠) الرملة: لها موقع جغرافي هام حيث تقع في منتصف السهل الساحلي الفلسطيني جنوبي شرق يافا، وجنوبي غرب اللد، وتمر بها الطرق والسكك الحديدية التي تربط مصر بالشام والعراق، وهي نقطة انقطاع بين بيئتي السهل الساحلي والبحر المتوسط من جهة، وبيئتي الجبل والغور من جهة ثانية. وتعد ظهيرًا غنيًّا وقريبًا لميناء يافا الذي ازدهر في أواخر عهد الانتداب. ويمثل وادي الصرار الذي ينحدر من جبال القدس نحو البحر المتوسط فتحة طبيعية عامة تربط القدس بالرملة وتسير بينهما الطرق المعبدة والسكة الحديدية على طول مجرى الوادي، ثم تمران بالرملة متجهتين نحو يافا. وتبعد الرملة عن القدس ٤٥ كم، ويشرف موقعا باب الواد (على بعد ٢١ كم)، واللطرون (١٦ كم) على طريق القدس الرملة ويتحكمان بها. ترتبط مدينة الرملة بإقليمها بوسائل مواصلات جيدة، فهي تبعد عن محطة اللد ٣.٥ كم، وعن يافا ١٨ كم، وعن عاقر ٩.٥ كم، وعن بيت دجن ٩ كم، وعن صرفند ٧ كم، وعن القباب ١٠ كم، كما كانت تستفيد كثيرًا لقرب مطار اللد منها. كان أهل الرملة أول تأسيسها أخلاطًا من العرب والعجم والسامريين، ثم أخذت القبائل العربية تنزلها، وأخذت الرملة تتقدم في مختلف الميادين حتى غدت من مدن الشام الكبرى، ومركزًا لمقاطعة فلسطين، ومن أعمالها: بيت المقدس، وبيت جبرين، وغزة، وعسقلان، وأرسوف، ويافا، وقيسارية، ونابلس، وأريحا، وعمان. وقد بقيت الرملة عاصمة لفلسطين نحو ٤٠٠ سنة إلى أن احتلها الفرنجة عام ١٠٩٩ هـ. ودخلت الرملة كغيرها من المدن تحت الحكم العثماني ثم الإحتلال البريطاني، حيث احتلوها بتاريخ ١٥ تشرين الثاني ١٩١٧. وترتفع الرملة ١٠٨ م عن سطح البحر. تبلغ مساحة أراضيها ٣٨٩٨٣ دونمًا، وقُدر عدد سكان الرملة عام ١٩٢٢ (٧٣١٢) نسمة وفي عام (١٥١٦٠) ١٩٤٥ نسمة، وفي عام ١٩٤٨ (١٧٥٨٦) نسمة. والرملة كغيرها من مدن وقرى فلسطين قاومت الإحتلال البريطاني وجاهدت ضد الإنجليز والصهاينة، بعد انسحاب الإنجليز في ١٤ آيار ١٩٤٨ حاصر اليهود الرملة لكنهم صدوا عنها وتكبدوا خسائر فادحة. ما كادت مدينة اللد أن سقطت بعد ظهر ١١/ ٧/ ١٩٤٨ حتى بدأت معركة الرملة، إذ قام حوالي ٥٠٠ من مشاة الصهاينة بهجوم على المدينة تؤازرهم المصفحات، وقد تمكن الجيش العربي ومن معهم من =