"الجامع المستقصى" (ق ١٢٦)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١٤/ ٢٢٩)، والمزي في "تهذيب الكمال" (٦/ ٤٣٤)، عن يعقوب بن سفيان به، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا" (ق ٢١). قلت: وإسناده ضعيف؛ سلام بن سليم ضعفه الجماهير، وقال ابن عدي: منكر الحديث، وضعفه أبو حاتم والعقيلي، ووثقه النسائي، وقال الحافظ: ضعيف. وهو كذلك ومن فوقه مجاهيل. زيد، وأم حيان؛ الظاهر من ترجمتهما الجهالة، وراجع المصادر المذكورة قبل. وقال ابن تيمية في "منهاج السنة" (٤/ ٥٦٠): وبهذا وغيره يتبين أن كثيرًا مما روي في ذلك كذب، مثل كون السماء أمطرت دمًا، فإن هذا ما وقع قط في قتل أحد، ومثل كون الحمرة ظهرت في السماء يوم قتل الحسين ولم تظهر قبل ذلك؛ فإن هذا من الترهات، فما زالت هذه الحمرة تظهر ولها سبب طبيعي من جهة الشمس فهي بمنزلة الشفق، وكذلك قول القائل إنه ما رفع حجر في الدنيا إلا وجد تحته دم عبيط هو أيضًا كذب بين. وقال في موضع آخر من "البداية والنهاية" (٨/ ٢٠١): ولقد بالغ الشيعة في يوم عاشوراء فوضعوا أحاديث كثيرة كذبًا فاحشًا، من كون الشمس كسفت يومئذ حتى بدت النجوم، وما رفع يومئذ حجر إلا وجد تحته دم، وأن أرجاء السماء احمرت، وأن الشمس كانت تطلع وشعاعها كأنه دم، وصارت السماء كأنها علقة، وأن الكواكب ضرب بعضها بعضًا، وأمطرت السماء دمًا أحمر، وأن الحمرة لم تكن في السماء قبل يومئذ، ونحو ذلك، وروى ابن لهيعة عن أبي قبيل المعافري أن الشمس كسفت يومئذ حتى بدت النجوم وقت الظهر، وأن رأس الحسين لمَّا دخلوا به قصر الإمارة جعلت الحيطان تسيل دمًا، وأن الأرض أظلمت ثلاثة أيام، ولم يمس زعفران ولا ورس بما كان معه يومئذ إلا احترق من مسه، ولم يرفع حجر من حجارة بيت المقدس إلا ظهر تحته دم عبيط، وأن الإبل التي غنموها من إبل الحسين حين طبخوها صار لحمها مثل العلقم. إلى غير ذلك من الأكاذيب والأحاديث الموضوعة التي لا يصح منها شيء. وبالجملة فهذه الآثار ما هي إلا مبالغات من الرافضة وقد حكم عليها النقاد بالكذب. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه في "منهاج السنة" (٤/ ٥٦٠)، وكذا قول القائل "إنه ما رفع حجر في الدنيا إلا وجد تحته دم عبيط" وهو أيضًا كذب بين.