للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَصِبْيَانُنَا صِيَامٌ، فَضَرَبَهُ الحَدِّ، وَكَانَ إِذَا غَضِبَ عَلَى إِنْسَانٍ سَيَّرَهُ إِلَى الشَّام، فَسَيَّرَهُ إِلَى الشَّامِ (٣٦٥).

٢٢٤ - قَالَ ابْن بَطَّةَ فِي "الإِبَانَةِ":

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الحَرُورِي، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَعْفَر بْنِ أَبِي المغِيرَةِ، عَنْ ابْنِ أَبْزَى، قَالَ: أَتَى عُمَرُ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ نَاسًا يَتَكَلَّمُونَ فِي القَدَرِ، فَقَامَ خَطِيبًا فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فِي القَدَرِ، وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ لَا أَسْمَعُ بِرَجُلَينِ تَكَلَّمَا فِيهِ إِلَّا ضَرَبْتُ أَعَنَاقَهَمَا. قَالَ: فَأَحْجَمَ النَّاسُ، فَمَا تَكَلَّمَ فِيهِ أَحَدٌ حَتَّى ظَهَرَتْ نَابِغَةُ الشَّامِ. (٣٦٦)


(٣٦٥) "صحيح"
"مسند ابن الجعد" (٦١٤)، وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (١٣٥٥٧)، والبيهقي في "الكبرى" (٨/ ٣٢١)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١/ ٣٥٦) من طريق ابن الجعد به.
أبو سنان هو ضرار بن مرة ثقة ثبت، وابن أبي الهذيل تابعي كوفي ثقة، وأدرك عمر، فالإسناد صحيح.
(٣٦٦) "إسناده حسن إلى ابن أبزى"
"الإبانة" (١٩٨٦)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (١/ ٣٥١)، عن أحمد بن يونس به.
قلت: إسناده حسن إلى ابن أبزى، وهو سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، ويعقوب هو ابن عبد اللَّه القمي صدوق، وجعفر بن أبي المغيرة كذلك، لكن سعيد بن عبد الرحمن روايته عن عثمان مرسلة، كما قال أبو حاتم، فكيف بعمر؟!
وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (١٢٠٨)، من طريق محمد بن حميد بن أحمد بن يونس به. وإسناده ضعيف؛ محمد بن حميد هو الرازي، ضعيف.
فائدة: قال ابن عساكر عقب هذه الرواية (١/ ٣٥١): كان المتكلم في القدر بالشام غيلان القدري، وتبعه على ذلك أتباع، فأخذه هشام بن عبد الملك فَصَلَبَهُ، وكفى أهل الشام أمره، وقد كانت القدرية بالبصرة أكثر، وضررهم على أهل السنة أكبر، فإنهم صنفوا في نفيه التصانيف، وألفوا لأهل الاعتزال فيه التآليف، فأفناهم اللَّه وأبادهم، ولم يبلغوا فيما حاولوا مرادهم.

<<  <   >  >>