للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ضعفه جمهور الأئمة، ووثقه محمد بن المبارك الصوري، وشهر اختلف فيه، وبقية رجاله ثقات.
قلت: عمرو هالك، واتهمه جماعة بالكذب، وقال الحافظ: متروك، وشهر ضعفه بَيِّن.
وله طريق آخر عن علي مرفوعًا، أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (١/ ٢٨٩)، من طريق صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد، عن علي، قال: ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب، فقالوا: يا أمير المؤمنين، العنهم. فقال: لا؛ إني سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن الأبدال بالشَّام يكونون، وهم أربعون رجلًا، بهم تسقون الغيث، وبهم تنصرون على أعدائكم، ويصرف عن أهل الأرض البلاء والغرق".
وقد ضعفه ابن عساكر؛ فقال عقبه: هذا منقطع بين شريح وعلي، فإنه لم يلقه.
وثَمَّ طرق أخرى ذكرها ابن عساكر في "تاريخه" (١/ ٢٨٩ - ٣٠٤)، لا يشتغل بها، وانظر أيضًا "السلسلة الضعيفة" (٤٧٧٩).
قال الحافظ ابن رجب في "فضائل الشام" (ص ٨٤): ورُوي عن علي من وجوه أخر، فهذا الأثر صحيح عن علي -رضي اللَّه عنه- من قوله، ثم قال في بيان معنى الأبدال:
وقد رويت أحاديث كثيرة في الأبدال لا تخلو من ضعف في أسانيدها، وبعضها موضوع، ولكن ليس فيها ذكر الشام فلم نذكرها، ويذكر في بعضها أن أعمالهم: أنهم يعفون عمَّن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، ويواسون فيما أتاهم اللَّه عزَّ وجلَّ.
وروى إبراهيم بن هانئ، عن الإمام أحمد، قال: إن لم يكن أصحاب الحديث هم الأبدال، فلا أدري من هم!
ومراده بأصحاب الحديث: من حفظ الحديث وعلمه وعمل به، فإنه نَصَّ أيضًا على أن أهل الحديث من عمل بالحديث، لا من اقتصر على طلبه، ولا ريب أن من علم سن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وعمل بها، وعلّمها الناس، فهو من خلفاء الرسل وورثة الأنبياء، ولا أحد أحق بأن يكون من الأبدال منه. اهـ.
قلت: وقد أوضح ابن القيِّم في كتابه القيِّم "المنار المنيف" ضعف أحاديث الأبدال كلها، وقال (ص ١٣٦): أحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد كلها باطلة على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأقرب ما فيها: "لا تسبوا أهل الشام؛ فإن فيهم البدلاء، كلما مات رجل منهم أبدل اللَّه مكانه رجلا آخر". ذكره أحمد، ولا يصح أيضًا؛ فإنه منقطع.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان هذا اللفظ في "مجموع الفتاوى" (١١/ ٤٤١ - ٤٤٢): لفظ البدل جاء في كلام كثير منهم، فأما الحديث المرفوع فالأشبه أنه ليس من كلام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإن الإيمان كان بالحجاز وباليمن قبل فتوح الشام، وكانت الشام والعراق دار كفر، ثم لمَّا كان في خلافة علي -رضي اللَّه عنه- قد ثبت عنه -صلى اللَّه عليه وسلم-. أنه قال: "تمرق مارقة من المسلمين، تقتلهم أولى الطائفتين بالحق". فكان علي وأصحابه أولى بالحق ممن قاتلهم من أهل الشام، ومعلوم أن الذين كانوا مع علي -رضي اللَّه عنه- من الصحابة مثل: عمار بن =

<<  <   >  >>