للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَتَقَدَّمَ فَقَاتَلَ، قَالَ: وَنَزَلَ جَعْفَرُ عَنِ الفَرَسِ وَنَزَعَ الدِّرْعَ، وَقَالَ: مَنْ يَأخُذُ هَذا؟ فَتَقَدَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ رَوَاحَةَ (٢١٢)، فَلَبِسَ الدِّرْعَ وَرَكِبَ الفَرَسَ وَأَخَذَ الرَّايَةَ، فَقَاتَلَ فَقُتِلَ، وَلَمَّا انْتَهَتْ الرَّايَةُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بنِ رَوَاحَةَ قَاتَلَ، ثُمَّ صَنَعَ مَا صَنَعَ صَاحِبَاهُ، ثُمَّ نَزَلَ عَنِ الفَرَسِ وَنَزَعَ الدِّرْعَ، وَقَالَ: مَنْ يَأخُذُ هَذا؟ وَجَالَ النَّاسُ جَوْلَةً وَأَخَذَ الرَّايَةَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَاتَلَ بِهَا إِذْ مَرَّ بِهِ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ، فَقَالَ لَهُ الأَنْصَارِيُّ: يَا خَالِدُ، خُذِ الرَّايَةَ. قَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ بِهَا أَنْتَ أَخَذْتَهَا. وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: أَنْتَ أَحَقُّ بِهَا فَإِنَّكَ أَشْجَعُ مِنِّي. فَأَخَذَهَا خَالِدُ. (٢١٣)

١٣٢ - قَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي "الطَّبَقَاتِ":

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَعْبَ بنَ عُمَيْرٍ الغِفَاريِّ فِي خَمْسَةِ عَشَرَ رَجُلًا حَتَى انْتَهَوْا إِلَى ذَاتِ أَطْلَاحٍ (٢١٤) مِنْ أَرْضِ الشَّامِ فَوَجَدُوا جَمْعًا مِنْ جَمْعِهِمْ كَثِيرًا، فَدَعَوْهُمْ إِلَى


(٢١٢) عبد اللَّه بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس الأكبر بن مالك الأغر، ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو رواحة، ويقال: أبو عمرو، المدني صاحب رسول اللَّه، وأمه كبشة بنت واقد بن عمرو، روى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعن بلال المؤذن، روى عنه: أنس بن مالك، وعبد اللَّه بن عباس، وابن أخته النعمان بن بشير وغيرهم، شهد بدرًا والعقبة وهو أحد النقباء بها، وشهد المشاهد كلها إلا الفتح وما بعده فإنه قتل يوم مؤتة، وهو أحد الأمراء فيها. "تهذيب الكمال" (٣٢٦٨).
(٢١٣) "إسناده ضعيف"
"تاريخ دمشق" (٢/ ١٢).
قلت: وإسناده منقطع؛ فيه مجاهيل.
(٢١٤) ذات أطلاح: جاءت في ذكر غزوات النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، إذ قال: وغزوة كعب بن عمير الغفاري ذات أطلاح من أرض الشام. كذا قال: من أرض الشام، وكان الأقدمون -يرحمهم اللَّه- يلجئون إلى مثل هذا التحديد الواسع إذا غم عليهم المكان، وصاحب السيرة ما كان معنيًّا كثيرًا بتحديد المواضع، إنما كان يهمه الحدث، وكانت أرض الشام عندهم ما تجاوز تيماء شمالًا أي على بعد نيف وستمئة كيل شمال المدينة، وهو باتفاق الجغرافيين من أرض الحجاز لا من أرض الشام، حيث عد بعضهم معان من الحجاز، =

<<  <   >  >>