للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عندها، أو سدنة الأبداد التي بالهند والمجاورين عندها.

ثم هذا المال المنذور: إذا صرفه في جنس تلك العبادة من المشروع، مثل أن يصرفه في عمارة المساجد، أو للصالحين من فقراء المسلمين الذين يستعينون بالمال على عبادة اللَّه وحده لا شريك له كان حسنًا.

فمن هذه الأمكنة: ما يظن أنه قبر نبي، أو رجل صالح، وليس كذلك، يظن أنه مقام له وليس كذلك.

فأمَّا ما كان قبرًا له أو مقامًا: فهذا من النوع الثاني، وهذا باب واسع أذكر بعض أعيانه.

فمن ذلك: عدة أمكنة بدمشق، مثل: مشهد أُبي بن كعب خارج الباب الشرقي، ولا خلاف بين أهل العلم: أن أُبي بن كعب إنما توفي بالمدينة ولم يمت بدمشق. واللَّه أعلم قبر من هو؟ لكنه ليس بقبر أُبي بن كعب صاحب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بلا شك.

وكذلك مكان بالحائط القبلي بجامع دمشق يقال: إن فيه قبر هود عليه السلام، وما علمت أحدًا من أهل العلم ذكر أن هودًا النبي مات بدمشق، بل قد قيل إنه مات باليمن، وقيل: بمكة، فإن مبعثه كان باليمن، ومهاجره بعد هلاك قومه كان إلى مكة، فأما الشام فلا هي داره ولا مهاجره. فموته بها والحال هذه مع أن أهل العلم لم يذكروه بل ذكروا خلافه في غاية البعد.

وكذلك مشهد خارج الباب الغربي من دمشق يقال: إنه قبر أويس القرني، وما علمت أن أحدًا ذكر أن أويسًا مات بدمشق، ولا هو متوجه أيضًا؛ فإن أويسًا قدم من اليمن إلى أرض العراق. وقد قيل: إنه قتل بصفين، وقيل: إنه مات بنواحي أرض فارس، وقيل: غير ذلك. وأما الشام فما ذكر أحد أنه قدم إليها، فضلًا عن الممات بها.

<<  <   >  >>