أخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (٢/ ١٦٦)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢٢٩٥)، وأبو نعيم في "الحلية" (٢/ ٣ - ٤)، وفي "الدلائل" (٤٧٨)، والطحاوي في "المشكل" (٢/ ٣٥ - ٣٦)، والبيهقي في "الدلائل" (٦/ ٣٢٧)، وابن عساكر (١/ ٧٣)، كلهم من طريق هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن نصر بن علقمة، عن جبير بن نفير عنه، ولفظه: كنا عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فشكونا إليه الفقر والعري وقلة الشيء، فقال: "أبشروا فواللَّه لأنا من كثرة الشيء أخوف عليكم من قلته، واللَّه لا يزال هذا الأمر فيكم حتى تفتح لكم أرض فارس والروم وأرض حمير حتى تكونوا أجنادًا ثلاثة: جندًا بالشام، وجندًا بالعراق، وجندًا باليمن، حتى يعطى الرجل المئة دينار فيتسخطها". قال ابن حوالة -رضي اللَّه عنه- فقلت: يا رسول اللَّه، ومن يستطيع الشام وبها الروم ذات القرون؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "واللَّه ليستخلفنكم اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- فيها، حتى تكون العصابة منهم البيض قمصهم، المحلقة أقفاوهم، قيامًا على رأس الرجل الأسود منكم المحلوق ما يأمرهم فعلوا، وإن بها اليوم لرجالًا لأنتم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل". قال ابن حوالة -رضي اللَّه عنه- فقلت: اختر لي يا رسول اللَّه إن أدركني ذلك، قال: "أختار لك الشام؛ فإنها صفوة اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- من بلاده، فإليها يجتبي صفوته من عباده، يا أهل الإسلام، فعليكم بالشام، فإن صفوة اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- من الأرض الشام، فمن أبى فليسق بغدر اليمن، فإن اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- قد تكفل لي بالشام وأهله". قال: سمعت عبد الرحمن بن جبير يقول: فعرف أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- نعت هذا الحديث في جزء ابن سهيل السلمي، وكان قد ولي الأعاجم، وكان أويدمًا قصيرًا، وكانوا يرون تلك الأعاجم حوله قيامًا، لا يأمرهم بشيء إلا فعلوه فيتعجبون من هذا الحديث. ورجال إسناده ثقات، ونصر بن علقمة وثقه دحيم، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة. لكن في الإسناد انقطاع؛ فإن نصر بن علقمة لم يدرك جبير بن نفير، قال أبو حاتم في "المراسيل" (ص ١٧٦): نصر بن علقمة لم يدرك جبير بن نفير. لكن يبدو أن الواسطة بينهما هو: عبد الرحمن بن جبير كما صرح بذلك في آخر حديثه، فهو بهذا شاهد قوي.
٢ - من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول وربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عنه بنحوه. وقد اختلف فيه على سعيد على عدة وجوه: رواه عنه الوليد بن مسلم بالإسناد السابق، أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (٢٩٢)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (٢/ ١٧٤)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١/ ٦١ - ٦٢). وهذا إسناد رواته أئمة ثقات، لكن الوليد بن مسلم مدلس وعنعنه، وقد توبع؛ تابعه جماعة وهم: الوليد بن مزيد عند ابن حبان في، صحيحه، (٧٣٠٦)، وابن عساكر (١/ ٥٧). وعقبة بن علقمة عند ابن عساكر (١/ ٥٧).