السلام عليَّ وعلى أهل بيتي. فقال أبو موسى: والله إن كنت لأمينًا على حديث رسول الله ﷺ فقال: أجل، ولكن أحببت أن أتثبت.
قلت: وإسناده ضعيف، فيه مروان بن عثمان بن أبي سعيد، ضعيف، كذا في "التقريب" و"تهذيب الكمال".
والحديث أصله في الصحيحين، فأخرجه البخاري في الاستئذان/ باب التسليم والاستئذان ثلاثًا "الفتح"(١١/ ٢٨ / ح ٦٢٤٥)، ومسلم في الآداب/ باب الاستئذان (٥/ ١٤ / ١٣٠ - النووي).
كلاهما من طريق سفيان بن عيينة حدثنا يزيد بن خصيفة، عن بُسر بن سعيد قال: سمعت أبا سعيد الخدرى يقول: فذكر قصة أبي موسى مع عمر في الاستئذان، وليس فيها ذكر سعد بن عبادة.
وإلى هذه الفائدة أشار الحافظ في "الفتح"(١١/ ٣١) فقال: وفي رواية عبيد بن حنين التي أشرت إليها في "الأدب المفرد" زيادة مفيدة وهى أن أبا سعيد أو أبا مسعود قال لعمر، فذكره، ثم قال: فثبت ذلك من قوله ﷺ ومن فعله، وقصة سعد بن عبادة هذه أخرجها أبو داود من حديث قيس بن سعد بن عبادة مطولة بمعناه، وأحمد من طريق ثابت عن أنس أو غيره كذا فيه، وأخرجه البزار عن أنس بغير تردد، وأخرجه الطبراني من حديث أم طارق مولاة سعد، واتفق الرواة على أن أبا سعيد حدث بهذا الحديث عن النبي ﷺ وحكى قصة أبي موسى عنه إلا ما أخرجه مالك في "الموطأ" عن الثقة عن بكير بن الأشج عن بسر عن أبي سعيد، عن أبي موسى بالحديث مختصرًا دون القصة، وقد أخرجه مسلم من طريق عمرو بن الحارث عن بكير بطوله وصرح في روايته بسماع أبي سعيد له من النبي ﷺ، وكذا وقع في رواية أخرى عنده "فقال أبو موسى: إن كان سمع ذلك منكم أحد فليقم معى، فقالوا لأبي سعيد قم معه" والتحقيق أن أبا سعيد حكى قصة أبي موسى عنه بعد وقوعها بدهر طويل، لأن الذين رووها عنه لم يدركوها، ومن جملة قصة أبي موسى الحديث المذكور، فكأن الراوى لما اختصرها واقتصر على المرفوع خرج منها أن أبا سعيد