للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ما هو التفسير وما هو ميزان مدحه وذمه؟ وهل في "ظلال القرآن" كتاب تفسير؟

وللإجابة على هذه الأسئلة لا بد وأن نُعرِّف بمعنى التفسير لغة واصطلاحًا، وأنواع الأخير وشروطه، والميزان الذي يوزن به، ثم نعرض الظلال على ذلك كله لنخرج بالإجابة على أسئلة الباب.

قال الزرقاني:

* التفسير في اللغة: الإيضاح والتبيين، ومنه قوله تعالى في سورة الفرقان: ﴿وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾.

* والتفسير في الاصطلاح: علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البَشرية (١).

ثم قسم التفسير من حيث الاصطلاح إلى قسمين:

أحدهما: تفسير جاف لا يتجاوز حل الألفاظ وإعراب الجمل، وبيان ما يحتويه نظم القرآن الكريم من نكات بلاغية وإشارات فنية، وهذا النوع أقرب إلى التطبيقات العربية منه إلى التفسير وبيان مراد الله من هداياته.

النوع الثاني: تفسير يجاوز هذه الحدود، ويجعل هدفه الأعلى تجلية هدايات القرآن وتعاليم القرآن وحكمة الله فيما شرع للناس في هذا القرآن، على وجه يجتذب الأرواح ويفتح القلوب، ويدفع النفوس إلى الاهتداء بهدى الله، وهذا هو الخليق باسم التفسير، وفيه يساق الحديث إذا تكلمنا عن فضله والحاجة إليه (٢) اهـ.


(١) مناهل العرفان: ٢/ ٣.
(٢) المرجع السابق: ٢/ ٦.