١٠٤١ - قوله:"ثم إن لنا فى عمر بن الخطاب ﵁ أسوة وقد قرأ سورة: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾ حتى جاء إلى قوله تعالى: ﴿وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾ فقال: "قد عرفنا الفاكهة، فما الأبّ؟ ثم استدرك قائلًا: لعمرك يا ابن الخطاب إن هذا لهو التكلف! وما عليك ألا تعرف لفظًا في كتاب الله تعالى"؟
وفي رواية أنه قال: "كل هذا قد عرفنا فما الأبّ؟ ثم رفض عصا كانت بيده - أى كسرها غضبًا على نفسه - وقال:"هذا لعمر الله التكلف! وما عليك يا ابن أم عمر أن لا تدرى ما الأب" ثم قال: "اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب وما لا، فدعوه"(٦/ ٣٨١٢).
[حسن صحيح].
أخرجه ابن جرير (١٢/ ٣٠/ ٣٨) من طرق كثيرة عن أنس أولها: من طريق حميد بن مسعدة قال: ثنا بشر بن المفضل قال: ثنا حميد قال: قال أنس بن مالك: قرأ عمر: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾ حتى أتى على هذه الآية: ﴿وَفَاكِهَةً وَأَبًّا﴾ قال: قد علمنا ما الفاكهة فما الأبَّ؟ " ثم أحسبه - وشك الطبري - قال: إن هذا لهو التكلف.
قلت: إسناد رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين، غير حميد بن مسعدة فهو صادوق على شرط مسلم، وحميد الطويل مدلس، ولم يذكره عن أنس بصيغة من صيغ التحديث أو الإخبار، مما يجعل القلب في شك من سماعه لهذا الحديث من أنس، والانقطاع بينهما. ولعل الطريق الثانية عند ابن جرير ترفع هذا الشك.
فأخرجه من طريق ابن بشار قال: ثنا ابن أبى عدى، عن حميد، عن أنس فذكره، وفي آخره: "لعمرك يا ابن الخطاب إن هذا لهو التكلف".