الأمثلة النادرة التي أغفل فيها الروايات والتي تظهر فيها وسجل دلالتها موقفه من حادثة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة عندما فسر الآية التي تقرر ذلك من سورة البقرة، حيث أن الحديث الذى يتحدث عن ذلك التحول أورده البخاري في صحيحه، لكن سيد لم يورد الحديث.
قلت: بل أورده سيد قطب في الجزء الأول ١٣٠ من حديث البراء بن عازب ثم ضرب مثالين آخرين:
أحدهما: إغفاله ذكر سبب نزول قوله تعالى: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ﴾ مع وجوده في الصحيح.
والثانى: إغفاله للحديث الذي رواه البخاري أيضًا عن معنى الكشف عن الساق في قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴾، وهو كما قال، ولكن كما ذكر "هو كفى بالمرء نبلًا أن تعد معايبه".
[المأخذ الخامس]
ترجيحه الرواية التى خارج الصحيحين على الرواية التي في الصحيحين من حيث المعنى لا من حيث السند وهذا نادر جدًا، لذلك ضرب له مثلين فقط:
(الثاني): في انشقاق القمر، قال الدكتور صلاح الخالدي والذي يؤخذ عليه هنا موقفه من هذا التعليل لسبب انشقاق القمر - بل رفضه له كما يوحى بذلك كلامه - مع أنه ورد في الروايات الصحيحة في الصحيحين … إلخ.
قلت: إن كان المأخذ على النتائج، فهذا مُسَّلم به، وإن كان المأخذ على المسلك، فهذا لا يُسَّلم به لأن الأستاذ سيد قطب له سلف في ذلك، فهذه عائشة ﵂ حينما يأتيها الخبر من ثقة عدل الخليفة الثاني عمر بن