الخطاب ﵁:"إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه"، فقالت رحم الله عمر، والله ما حدث رسول الله ﷺ إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه، ثم قالت: حسبكم القرآن: "ولا تزر وازرة وزر أخرى"(١).
فإن كان سيد قطب ذهب هذا المذهب لأن الله ﷿ قال:"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب به الأولون"، فبغض النظر عن النتائج فمسلكه سلفى كما تقدم من قصة عائشة ﵂.
[المأخذ السادس]
وهو استشهاده بالأحاديث الضعيفة أحيانًا وتكلمنا على هذه النقطة في موضع آخر في أول هذا الكتاب، ويسعنا هنا أن نقول: قول الدكتور صلاح الخالدي: "إن هذه الأحاديث قليلة بالقياس إلى الأحاديث الكثيرة جدًا الصحيحة أو الحسنة التي أوردها في الظلال، ونقرر هنا أنه اعتمد في إيراد الحديث على كتب الحديث أو التفسير التي رجع إليها، وأنَّه أتى من قبلهم، وأنَّه كان يكتب في السجن بعيدًا عن المكتبات والكتب الكثيرة.
[المأخذ السابع]
تخريجه الحديث أحيانًا من غير الكتب المعتمدة في الحديث … إلخ.
[المأخذ الثامن]
عدم اتباعه طريقة موحدة في تسجيل دلالات الدين وحقائقه وإيماءاته … وعدم اتباعه طريقة موحده في تفسير الآية.
قلت: وهذا تجده كذلك في عدم ربط القرآن بالواقع في بعض الآيات والسور التي تمس الحاجة إلى ربطها بالواقع على عادته في مثيلاتها وعذره في
(١) [صحيح] انظر فتح البارى، كتاب الجنائز، باب: قول النبي: "إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه": ٣/ ١١٨١ ح ١٢٨٧، ١٢٨٨.