٩٣٩ - قوله: كانت وقعة بني النضير في أوائل السنة الرابعة من الهجرة بعد غزوة أحد وقبل غزوة الأحزاب. ومما يذكر عنها أن رسول الله ﷺ ذهب مع عشرة من كبار أصحابه منهم أبو بكر وعمر وعلي ﵃ إلى محلة بني النضير، يطلب منهم المشاركة في أداء دية قتيلين بحكم ما كان بينه وبينهم من عهد في أول مقدمه على المدينة، فاستقبله يهود بني النضير بالبشر والترحاب ووعدوا بأداء ما عليهم، بينما كانوا يدبرون أمرًا لاغتيال رسول الله ﷺ ومن معه. وكان ﷺ جالسًا إلى جدار من بيوتهم. فقال بعضهم لبعض: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه. فمن رجل منكم يعلو هذا البيت، فيلقي عليه صخرة، فيريحنا منه؟ فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب. فقال: أنا لذلك. فصعد ليلقي عليه صخرة كما قال. فألهم رسول الله ﷺ ما يبيت اليهود من غدر فقام كأنما ليقضي أمرًا. فلما غاب استبطأه من معه، فخرجوا من المحلة يسألون عنه، فعلموا أنه دخل المدينة وأمر رسول الله ﷺ بالتهيؤ لحرب بني النضير لظهور الخيانة منهم، ونقض عهد الأمان الذي بينه وبينهم، وكان قد سبق هذا إقذاع كعب بن الأشرف - من بني النضير - في هجاء رسول الله ﷺ وتأليبه الأعداء عليه، وما قيل من أن كعبًا ورهطًا من بني النضير اتصلوا بكفار قريش اتصال تآمر وتحالف وكيد ضد النبي ﷺ مع قيام ذلك العهد بينهم وبينه. مما جعل رسول الله ﷺ يأذن لمحمد بن مسلمة في قتل كعب بن الأشرف. فقتله. فلما كان التبييت للغدر برسول الله في محلة بني النضير لم يبق مفر من نبذ عهدهم إليهم وفق القاعدة الإسلامية:"وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين" فتجهز رسول الله ﷺ وحاصر محلة بني النضير، وأمهلهم ثلاثة أيام - وقيل عشرة - ليفارقوا جواره ويجلوا عن المحلة على