للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[٣ - ربط القرآن بالواقع]

ومن السمات البارزة للظلال ربط القرآن بالواقع وتنزيله عليه، ولا بد من ذلك لكي يظل القرآن فيه حكم ما بيننا كما ثبت عن عليّ (١)، ولا يتصور ذلك في القرآن - أي يكون فيه حكم ما بيننا - ونحن نقول: أن الطاغوت هو كعب بن الأشرف فقط، أو حيي بن أخطب؛ لأن الآية نزلت فيهما: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ﴾، أو أن قوله تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾ خاص ببنى قريظة وبني النضير لأنها نزلت فيهما.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ونظائر ذلك كثير مما يذكرون أنه نزل في قوم من المشركين في مكة أو في قوم من أهل الكتاب اليهود والنصارى أو في قوم من المؤمنين، فالذين قالوا ذلك لم يقصدوا أن حكم الآية مختص بأولئك الأعيان دون غيرهم، فإن هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الإطلاق اهـ (٢).

قلت: وهذا يستلزم الربط بالواقع المعاصر وتنزيل الآيات عليه لنعرف من لَبِسَ ثوب كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب ومن ركب مراكب الفراعين، ومن أولى في هذا الزمان بوصف هارون أو هامان، وليس أدل على سلفية هذا المنهج من حديث ذات أنواط لما مر الصحابة رضى عنهم بسدرة فقالوا: اجعل لنا ذات أنواط، كما للكفار ذات أنواط، وكان الكفار ينوطون سلاحهم بسدرة ويعكوفون حولها، فقال النبي : "الله أكبر هذا كما قالت بنو إسرائيل


(١) [حسن صحيح] والأثر أخرجه الإمام أحمد: ١/ ٩١، والدارمي: ٢/ ٤٣٥، وذكره ابن كثير في فضائل القرآن، وفى البداية والنهاية، وقال: وقصار هذا الحديث أن يكون من كلام أمير المؤمنين ، فقد وهم بعضهم في رفعه، وهو كلام حسن صحيح على أنه قد روى له شاهد عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا (فضائل القرآن ص ٢٤).
(٢) مجموع الفتاوي: ١٣/ ٣٣٨، ٣٣٩.