كتاب فتح ذي الجلال في تخريج أحاديث الظلال

من قبل أعدائه حيث اتهموه بأبشع الاتهامات ونسبوا له باطل الكلام ووصفوه بأبشع الصفات.

وظلم من قبل فريق من يزعم محبته له وتتلمذه عليه والتزامه بفكره، ظلمه هؤلاء عندما زعموا له العصمة والقداسة ولكل كلامه الصحة والصواب … اهـ (١).

ولما كان رد الأخ المسلم عن ظلمه من واجبات الديانة (٢). رأينا أيضًا أن نذكر وننصح هذا الفريق بهذه النصائح لنردهم عن هذا الظلم الواقع في حق سيد قطب ﵀.

أولًا: إياكم والاطراء فيه.

قال ﷺ: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله" (٣).

فإن كان هذا في حق النبي ﷺ ففي حق غيره من باب أولى.

ثانيًا: إياكم والتمادح فيه فإنه الذبح.

قال ﷺ: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين وإن هذا المال حلو خضر فمن يأخذه بحقه يبارك له فيه وإياكم والتمادح فإنه الذبح" (٤).

فالرسول يربط بين الفقه في الدين وعدم التمادح فكأنه يشير ﷺ إلى أن ترك

(١) مجلة العالم الإسلامي العدد (١٨٩) السبت ٢٦ سبتمبر ١٩٨٧ - ٣ صفر ١٤٠٨ هـ.
(٢) [صحيح]
ولفظه "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا … " الحديث البخاري وغيره وتقدم برقم (٢٧٦).
(٣) [صحيح]
أخرجه البخاري وقد تقدم برقم (١٨).
(٤) [صحيح]
أخرجه أحمد (٤/ ٩٢، ٩٣، ٩٨، ٩٩) انظر الصحيحة برقم (١١٩٦).