للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[المأخذ الثاني عشر]

اختياره بأن المسخ الذي أوقعه الله على طائفة من بني إسرائيل، فمسخوا قردة. وخنازير، كان مسخًا معنويًا نفسيًا، وليس مسخًا حسيًا جسميًا.

قلت: ويعتذر له عن ذلك أيضًا بأن له سلف فيه، فقد أخرج ابن جرير في تفسيره (١/ ٢٦٣)، قال: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: "الذين اعتدوا منكم في السبت، فقلنا لهم: كونوا قردة خاسئين". قال: لم يمسخوا؟ إنما هو مثل ضربه الله لهم. مثل ما ضرب مثل الحمار يحمل أسفارًا.

وفى رواية أخرى أنه قال: مسخت قلوبهم ولم يمسخوا قردة … إلخ.

وهذا إسناده صحيح إلى مجاهد رجاله كلهم ثقات غير محمد بن عمر فهو صدوق من رجال مسلم.

فضلًا عن أنه ترجع عن هذا الاختيار في تفسير قصة أصحاب السبت في سورة الأعراف في قوله تعالى: ﴿كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ .. ﴾ (١) الآية، قال: "كان ذلك العذاب البئيس هو المسخ عن الصورة الأدمية إلى الصورة القردية" (٢).

وقد أحسن في عودته إلى اعتماد ظاهر تعبير القرآن عن مسخهم - وأنَّه على الحقيقة - وكان خيرًا لو قال بذلك في تفسير الآية التي تتحدث عن ذلك في البقرة.

[الثالث عشر]

تردده في قضية "وفاة" عيسى بن مريم ، وهل مات قبل أن يرفعه إليه، أم رفع هناك بروحه وجسده؟


(١) الأعراف: ١٦٦.
(٢) الظلال: ٣/ ١٣٨٥.