ولكن ما وقع في المتن من اختلاف في اسم الداعي والإمام، ليس بضار ولا مؤثر في الحديث، وليس له علاقة بهذا المتن إلا أنه دليل على اختلاطه.
وأما المؤثر هو اختلافه في وصله وإرساله، والوصل أشبه، فهو من رواية سفيان عنه، وسماعه منه قديم وصحيح، وأما الإرسال فمن رواية خالد بن عبد الله عند الحاكم، وجرير بن عبد الحميد عند ابن جرير كما في ابن كثير (١٠/ ٤٧٤) ولم أجدها عنده في مظانها، وعلى فرض وجود هذه الطريق عنده، فإن خالد وجرير سمعا منه بعد اختلاطه ولا يصح حديثهما عنه ﵀.
وكذا رواية أبي جعفر الرازي عنه مرسلًا عند ابن أبي حاتم (١/ ٤٧٤ - ابن كثير) هي مرجوحة لأنه صدوق سيء الحفظ، خالف فيها من هو أوثق منه وأثبت في عطاء وهو الثوري حيث رواه موصولًا، والحديث صححه الألباني في "صحيح الترمذي"(٣/ ٣٩).
* تنبيهات:
الأول: قول المؤلف ﵀: "عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: صنع لنا عبد الرحمن بن عوف .... إلخ". وهذا خطأ لما تقدم في أول التخريج أنه من مسند عليّ، وليس أبي عبد الرحمن السلمي، فهو يرويه عن عليّ ﵁.
الثاني: قوله في إسناد ابن أبي حاتم الذي نقله من ابن كثير: "حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي أبو جعفر، عن عطاء .... إلخ" هو خطأ أيضًا والصواب: "حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، حدثنا أبو جعفر"، ولعله سقط من الطابع.
الثالث: أن ابن حجر نسب القصة في "تخريج الكشاف" إلى أحمد، ولم أجدها في المسند، فوقع في صدري أنه سهو من الحافظ أو سبق قلم، وأكد لي هذا الظن أن ابن كثير لم يذكره في تفسيره عنه كعادته، وكذا السيوطي في الدر (٢/ ٢٩٣) لم ينسبه له، والله أعلم.