للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

[الخاتمة]

[إياكم والغلو في الدين]

قال : "إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين" (١).

قال شيخ الإسلام: هذا عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال - إلى أن قال - ثم علله بما يقتضي مجانبة هدى من كان قبلنا إبعادًا عن الوقوع فيما هلكوا به فإن المشارك لهم في بعض هديهم يخاف عليه من الهلاك أ. هـ. (٢).

وقد خص شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب من هذا الغلو الغلو في الصالحين وبيض على هذا الحديث بقوله:

باب "ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم الغلو في الصالحين" (٣).

ولما كان هناك فريق آخر غالى في سيد قطب حتى جعلوه نبي آخر الزمان ختمت كتابي بهذا الفصل لأحذر نفسي وإخواني من الوقوع في هذا الأمر المرفوض الذي جعل الطريق في أغلب الأحايين بين العاملين على الساحة مسدود.

وهذا الباب في الحقيقة إنما هو إنصاف لسيد قطب ذلك لأن الذين جافوه وفرطوا في حقه ليسوا بأظلم من الذين غالوا فيه وأفرطوا في أمره.

يقول الدكتور صلاح الخالدي: والعجيب أنه ظلم من فريقين من الناس: ظلم


(١) صحيح أخرجه أحمد وغيره واللفظ له.
(٢) اقتضاء الصراط المستقيم.
(٣) فتح المجيد (٢١٨).