٩٣١ - قوله:"عن خويلة بنت ثعلبة، قالت: في والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة. قالت: كنت عنده، وكان شيخًا كبيرًا قد ساء خلقه قالت: فدخل على يومًا فراجعته بشيء فغضب فقال: أنت علي كظهر أمي قالت: ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة، ثم دخل علي فإذا هو يريدني عن نفسي، قالت: قلت: كلا والذي نفسي خويلة بيده، لا تخلص إليَّ وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه، قالت: فواثبني، فامتنعت منه فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف، فألقيته عني. قالت: ثم خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابًا، ثم خرجت حتى جئت رسول الله ﷺ فجلست بين يديه، فذكرت له ما لقيت منه، وجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه، قالت: فجعل رسول الله ﷺ يقول: "يا خويلة ابن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه" قالت: فوالله ما برحت حتى نزل في قرآن، فتغشى رسول الله ﷺ ما كان يتغشاه، ثم سرى عنه، فقال لي: يا خويلة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قرآنًا … ثم قرأ علي -: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ .. إلى قوله تعالى: ﴿وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ … قالت: فقال لي رسول الله ﷺ: "مريه فليعتق رقبة". قالت: فقلت: يا رسول الله ما عنده ما يعتق. قال: "فليصم شهرين متتابعين" قالت: فقلت: والله إنه لشيخ ماله من صيام، قال: "فليطعم ستين مسكينًا وسقًا من تمر"، قالت: فقلت: الله يا رسول الله ما ذاك عنده. قالت: فقال رسول الله ﷺ: "فإنا سنعينه بعذق من تمر" قالت: فقلت يا رسول الله وأنا سأعينه بعذق آخر. قال: "قد أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقي به عنه. ثم استوصي بابن عمك خيرًا". قالت: ففعلت"(٩٦/ ٣٥٠٥).