للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[٤ - الصلة بين الإنسان والكون وعبوديتهما لله]

[يقول الدكتور صلاح الخالدي]

كذلك وقف سيد يبين الصلة بين الإنسان وبين الكون، ويربط بين حركة الإنسان وحركة الكون في عبوديتهما لله، ويظهر الوحدة والتناسق بينهما، وحديث القرآن عن هذا، وعرض الإسلام لهذا الذى يصح أن نعتبره "شريعة كونية" (١).

ولذلك لا بدّ للإنسان - إن أراد السعادة والتوفيق في حياته - من أن يلتزم بمنهج الله سبحانه - وهو الإسلام - في نفسه وحياته ومجتمعه، ليتناسق مع النظام الكونى كله ويتعامل معه. "وحين يتناسق ويتفاهم مع نواميس الكون التي تحكمه وتحكم سائر الأحياء فيه، يملك معرفة أسرارها، وتسخيرها أو الانتفاع بها على وجه يحقق له الراحة والسعادة والطمأنينة، ويعفيه من الخوف والقلق والتناحر … ".

والفطرة البَشرية في أصلها متناسقة مع ناموس الكون، مسلمة لربها إسلام كل شيء، وكل حي …

أما إذا أعرض الإنسان عن دين الله، وخرج عن منهج الله فإنه "لا يصطدم مع الكون فحسب، إنما يصدم أولًا بفطرته التي بين جنبيه، فيشقى ويتمزق، ويحتار ويقلق، ويحيا كما تحيا البَشرية الضالة النكدة اليوم في عذاب … " (٢)، وصدق الله القائل: ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ (٣).


(١) انظر فصل "شريعة كونية" من كتاب "معالم في الطريق".
(٢) انظر الظلال: ١/ ٤٢١ - ٤٢٢.
(٣) آل عمران: ٨٣.