الرسول ﷺ قد سحر .. لأن هذا أمر اعتقادى، وكونه أثر فيه السحر يتعارض مع عصمته ﵊، ولذلك رد الحديث الذي يقرر حادثة السحر، رغم أنه حديث صحيح.
وقد ناقشنا هذه المسألة في فصل "عقيدة سيد قطب" عند الحديث عن موقفه من "خبر الآحاد"(١).
[التاسع عشر]
موقفه من "النسخ" في القرآن الكريم، وميله إلى أنه لا نسخ في القرآن، الذي يتبين لنا من جمعه للآيات التي قال العلماء بأنها ناسخة مع الآيات التي قالوا بأنها منسوخة، وجمعه وتوفيقه بينها واعتبارها كلها محكمة. وقد بينا ذلك في حديثنا عن طريقته في التفسير، وموقفه من بعض علوم القرآن، ومنها النسخ.
[العشرون]
كلامه للمشتغلين ببعض موضعات الفقه الإسلامي من المعاصرين، والذين اعتبرهم مشغولين بفقه الأوراق، ومن ثم وجه لهم عبارات قاسية، قد تصل إلى درجة التجريح، ومع أنها صدرت عن انفعال وحماس وتأثر، ونفثة مصدور وزفرة مكلوم لكن الأولى أن لا تصدر عن سيد قطب الهادئ الوادع المستقيم .. وقد تحدثنا عن تلك العبارات في الفصل السابق أثناء بياننا لنظرة سيد إلى الفقه الإسلامي.
هذه هي أهم المآخذ التي قد تؤخذ على الظلال، والملاحظات التي سجلناها عليه، وهناك غيرها من المآخذ الهامشية الصغيرة التى لم نجد ما يدعو لإيرادها، فاكتفينا بهذه المآخذ العشرين …
(١) وهو في كتاب الدكتور صلاح الخالدي (في ظلال القرآن في الميزان)، والذي نقلنا منه هذه المآخذ كما بينا مرارًا.