للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[فصل سيد قطب في الميزان]

وقبل أن نذكر كلام العلماء والدعاة المجرِّحين منهم والمعدِّلين - لسيد قطب لابد وأن نزنه بميزان السَّلَف، فلا أعدل من كلامهم في الجرح والتعديل، فقد وضعوا قواعدًا وأصولًا لعلم الجرح والتعديل تنفى عنه الحكم بالهوى والعصبية، أو غير ذلك من الآفات التي ربما أثرت في هذا الميزان المعتدل، فكان ميزانهم من أعدل الموازين، ولأنه أيضًا مستند إلى كلام أحكم الحاكمين وإلى هدى نبينا الأمين ، لذلك وغيره قدمنا بهذا المنهج السَّلَفى.

"منهج السَّلَف الصالحين في الجرح والتعديل"

* قال الإمام السبكي في قاعدة له في الجرح والتعديل:

قاعدة في الجرح والتعديل: ضرورية نافعة، لا تراها في شيء من كتب الأصول، فإنك إذا سمعت أن الجرح مقدم على التعديل، ورأيت الجرح والتعديل، وكنت غِرًا بالأمور، أو فَدْمًا (١) مقتصرًا على منقول الأصول، حَسِبتَ أن العمل على جرحه (٢)، فإياك ثم إياك، والحذر كل الحذر من هذا الحِسبان. بل الصواب عندنا أن من ثبت إمامتُه وعدالتُه، وكثُر مادحوه ومزكوه، ونَدر جارحوه (٣)، وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه، من تعصبٍ


(١) القَدْمُ: قليلُ الفهم، البليد.
(٢) أي جرح من ذُكِر فيه الجرحُ والتعديل.
(٣) وقع في طبعة الحَسينية وطبعة البابي الحلبي "وندر جارحيه"، وأثبتها "جارحوه" مقابلةً لقوله: "مادحوه ومزكوه"، وموافقة لقوله الآتى بعد في ص ٢٠: "لا يُقبل الجرح في حق من غلبت طاعاته على معاصيه، ومادحوه على ذاميه، ومزكوه على جارحيه .. " قاله الشيخ عبد الفتاح أبو غدة محقق هذه القاعدة.