تواضع لى هكذا - وأشار بباطن كفه إلى الأرض - رفعته هكذا - وأشار بباطن كفه إلى السماء".
قال الطبراني: لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به عاصم.
وقال في "المجمع" (٨/ ٨٢): وفيه الحسين بن المثنى، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلت: والذي في إسناد الصغير، "الحسن" وليس الحسين.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (ح ٨١٣٩) من طريق علي بن المديني، عن سفيان عن محمد بن عجلان، أنه سمع بكير بن عبد الله بن الأشج يحدث عن معمر، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار بن نوفل، قال: سمعت عمر بن الخطاب على المنبر يقول "إن العبد إذا تواضع لله رفع الله حكمته وقال: انتعش نعشك الله. وهو في نفسه حقير وفي عين الناس كبير، وإذا تكبر وعدا طوره الله وقصمه الله إلى الأرض، وقال: أخسأ أخساك. فهو في نفسه كبير وفي أعين الناس قليل، حتى لهو أهون عليهم من الخنزير".
قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات. وهو يشهد لحديث الباب، ولا يضر أن هذا موقوف، وحديث الباب مرفوعًا، لأن راويهما واحد، فيحتمل أن يكون عمر يرويه مرفوعًا تارة، ويجعله من كلامه هو تارة أخرى، فالحكم عليه بالوضع مبالغة، وتشديد لا سيما وأن أصله في صحيح مسلم وغيره، عن أبي هريرة بلفظ" وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله".
وعن أبي سعيد عند أحمد (٣/ ٧٦). وابن ماجة (٢/ ١٣٩٨/ ح ٤١٧٦) وابن حبان (٧/ ٤٧٥ /ح ٥٦٤٩). من طريق دراج، عن أبي الهيثم، عنه مرفوعًا بلفظ: "من يتواضع لله سبحانه درجة، يرفعه الله درجة، ومن يتكبر على الله درجة، يضعه الله به درجة حتى يجعله في أسفل السافلين".
وإسناده ضعيف، فهو من حديث دراج، عن أبي الهيثم. ولكنه يشهد له ما تقدم.