للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

فأسرى به ورجع من ليلته، وقص القصة على أم هانئ وقال: "مثل لى النبيون فصليت بهم"، ثم قام يخرج إلى المسجد، فتشبثت أم هانئ بثوبه، فقال: "مالك؟ " قالت: أخشى أن يكذبك قومك إن أخبرتهم. قال: "وإن كذبوني" فخرج فجلس إليه أبو جهل فأخبره رسول الله بحديث الإسراء. فقال أبو جهل: يا معشر بني كعب بن لؤى هلم. فحدثهم! فمن بين مصفق وواضع يده على رأسه تعجبًا وإنكارًا؛ وارتد ناس ممن كان آمن به، وسعى رجال إلى أبي بكر فقال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم. قال: فأنا أشهد لئن كان قال ذلك لقد صدق. قالوا: فتصدقه في أن يأتى الشام في ليلة واحدة ثم يرجع إلى مكة قبل أن يصبح؟ قال: نعم، أنا أصدقه بأبعد من ذلك. أصدقه بخبر السماء! فسمى الصديق وكان منهم من سافر إلى بيت المقدس فطلبوا إليه وصف المسجد، فجلى له، فطفق ينظر إليه وينعته لهم، فقالوا: أما النعت فقد أصاب. فقالوا: أخبرنا عن عيرنا. فأخبرهم بعدد جمالها وأحوالها؛ وقال: تقدُم يوم كذا مع طلوع الشمس يقدُمُها جمل أورق. فخرجوا يشتدون ذلك اليوم نحو الثنية - لمراقبة مقدم العير - فقال قائل منهم: هذه والله الشمس قد شرقت. فقال آخر: وهذه والله العير قد أقبلت يقدمها جمل أورق، كما قال محمد … ثم لم يؤمنوا! … وفي الليلة ذاتها كان العروج به إلى السماء من بيت المقدس" (٤/ ٢٢١٠).

[حسن صحيح].

أما حديث أم هانئ أنه أسرى بالنبي في بيتها.

فأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (٨/ ١٥/ ٣) قال: حدثنا ابن حميد. قال: ثنا مسلمة. قال: ثنا محمد بن إسحاق. قال: ثنى محمد بن السائب، عن أبي صالح بن باذام عن أم هانئ بنت أبي طالب، في مسرى النبي ، أنها كانت تقول: ما أسرى برسول الله إلا وهو في بيتي نائم عندى تلك الليلة، فصلى العشاء الآخرة … فذكرته مختصرًا".

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًّا. فيه ابن حميد، وتقدم الكلام عليه. ومحمد بن السائب، هو الكلبي، متهم.