رضوان الله عليهم - أنه لما أسرته الروم، فجاءوا به إلى ملكهم، فقال له: تَنَصَّر وأنا أشركك في ملكى وأزوجك ابنتى. فقال له: لو أعطيتني ما تملك وجميع ما تملكه العرب أن أرجع عن دين محمد ﷺ طرفة عين ما فعلت. فقال: إذن أقتلك، فقال: أنت وذاك. قال: فأمر به فصلب، وأمر الرماة فرموه قريبًا من يديه ورجليه وهو يعرض عليه دين النصرانية فيأبى. ثم أمر بقدر. وفي رواية: بقرة من نحاس فأحميت، وجاء بأسير من المسلمين فألقاه وهو ينظر فإذا هو عظام تلوح. وعرض عليه فأبى، فأمر به أن يلقى فيها. فرفع في البكرة ليلقى فيها فبكى. فطمع فيه ودعاه. فقال: إني بكيت لأن نفسي إنما هي نفس واحدة تلقى في هذه القدر الساعة في الله، فأحببت أن يكون لي بعدد كل شعرة في جسدي نفس تعذب هذا العذاب في الله" (٤/ ٢١٩٦، ٢١٩٧).
ذكرها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣/ ١٢٠) من طرق لا تخلو من مقال وانظر "سير أعلام النبلاء" (١٤/ ٢). وابن كثير في "تفسيره"، (٢/ ٥٦٩) وذكرها ابن عبد البر في "الاستيعاب" (٢/ ٢٧٥) مختصرة جدًّا، نقلًا عن الزبير قال: حدثنا عبد الجبار بن سعد، عن عبد الله بن وهب، عن الليث فذكرها.
* تنبيه: قال المؤلف: عبد الله بن حذيفة. وهذا خطاء، والصواب: ابن حذافة.
قال الحافظ في "الإصابة" (٢/ ٢٨٨): ومن مناقب عبد الله بن حذافة ما أخرجه البيهقى من طريق ضرار بن عمرو عن أبي رافع قال: وجه عمر جيشًا إلى الروم وفيهم عبد الله بن حذافة فأسروه، فقال له ملك الروم: تنصر أشركك في ملكي. فأبى، فأمر به فصلب وأمر برميه بالسهام، فلم يجزع فأنزل وأمر بقدر، فصب فيها الماء وأغلى عليه وأمر بإلقاء أسير فيها، فإذا عظامه تلوح فأمر بإلقائه إن لم يتنصر، فلما ذهبوا به يكي قال: ردوه. فقال: لم بكيت؟ قال: تمنيت أن لى مائة نفس تلقى هكذا في الله. فعجب فقال: قبل رأسى وأنا