أخلى عنك. فقال: وعن جميع أسارى المسلمين؟ قال: نعم. فقبل رأسه، فخلى بينهم، فقدم بهم على عمر، فقام عمر فقبل رأسه.
قال الحافظ: وأخرج ابن عساكر لهذه القصة شاهدًا من حديث ابن عباس موصولًا، وآخر من "فوائد هشام بن عثمان" من مرسل الزهرى ا هـ. وذكرها المزى في " تهذيبه"(١٤/ ٤١٢) بنحو رواية أبي رافع.
وأخرج الحاكم (٣/ ٧٣٠ - ٧٣١) من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن عمر بن الحاكم بن ثوبان، عن أبي سعيد الخدري ﵁ قال: بعث النبي ﷺ علقمة بن محرز على بعث، فلما بلغنا رأس مغزانا أذن لطائفة من الجيش وأمر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمى، وكان من أهل بدر، وكان فيه دعابة، فإنه كان يرحل ناقة رسول الله ﷺ في بعض أسفاره ليضحكه بذلك، وكان الروم قد أسروه في زمن عمر بن الخطاب، فأرادوه على الكفر فعصمه الله ﷿، حتى أنجاه الله ﵎ فيهم …
وسكت عليه الحاكم والذهبي.
٦٢٤ - قوله:"وفي رواية أنه سجنه، ومنع عنه الطعام والشراب أيامًا، ثم أرسل إليه بخمر ولحم خنزير، فلم يقربه، ثم استدعاه فقال: ما منعك أن تأكل؟ فقال: أما إنه قد حل لى، ولكن لم أكن لأشمتك فيَّ، فقال له الملك: فقبل رأسي وأنا أطلقك. فقال: تطلق معى جميع أسارى المسلمين. فقال: نعم. فقبل رأسه، فأطلق معه جميع أسارى المسلمين عنده. فلما رجع قال عمر بن الخطاب ﵁: حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة، وأنا أبدأ. فقام فقبل رأسه ﵄"(٤/ ٢١٩٧).