هي التي كان فيها آدم وامرأته"، وأطال ابن القيم الكلام في بيان من ذكر القولين في تلك الجنة وأوضح ما لكل قول من هذين القولين من الحجج. وهذا يدل على أنه لم يثبت الإجماع على أن الجنة التي عاش فيها آدم وزوجه حينا هي جنة الخلد. وممن أطال الكلام في بيان من ذكر القولين في تلك الجنة الحافظ بن كثير في البداية والنهاية (١/ ٧٥ - ٧٧).
٣ - ذكر مؤلف "المورد الزلال" (ص ٤٣) أن صاحب الظلال (١/ ٤٣٩) قال: قال الحافظ أبو يعلى: حدثنا حماد عن الشعبي عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم، وقد ضلوا وإنكم إما أن تصدقوا بباطل، وإما أن تكذبوا بحق، وأنَّه والله لو كان موسى حيًا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعنى" أورد صاحب المورد الزلال كلام صاحب الظلال هذا ثم قال (قوله: قال الحافظ أبو يعلى: حدثنا حماد عن الشعبي … إلخ في الإسناد سقط لأن أبا يعلى لم يدرك أحدًا من أصحاب الشعبي، بل أقل ما بينه وبين الشعبي ثلاثة كما لا يخفى عند أهل هذا الشأن لأن الشعبي توفى سنة ثلاث ومائة وأبو يعلى مولده سنة عشر ومائتين وقوله: حماد عن الشعبي، إنما توفى سنة ثلاث ومائة وأبو يعلى مولده سنة عشر ومائتين، وقوله: حماد عن الشعبي إنما المعروف رواية مجالد عن الشعبي كما رواه الإمام أحمد راجع تفسير ابن كثير (٢/ ٤٦٧)، فلعله تصحف مجالد وصار حمادًا والله أعلم).
والملاحظ على كلام صاحب المورد الزلال إيهامه أن ابن كثير أورد هذا الحديث في تفسيره (٢/ ٤٦٧) من طريق الإمام أحمد بن حنبل بسنده عن مجالد عن الشعبي عن جابر، وقد راجعناه في ذلك الموضع، فلم نجده فيه، وإنما وجدناه فيه في (١/ ٣٧٨) في تفسير قول الله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ﴾، الآية، قال (١/ ٣٧٨): قال الحافظ أبو يعلى: حدثنا إسحاق، حدثنا حماد عن مجالد عن الشعبي عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تسألوا