للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فيها آدم وزوجه حينا هي جنة الخلد غير ثابت، فإن الذي وقع منه هو أنه قال في جوابه عن الطائفة التى ترى أن تلك الجنة التى عاش فيها آدم وزوجه حينا ليست جنة الخلد عن حجج الطائفة الأخرى التى ترى أنها جنة الخلد ما نصه: "الجواب عما ذكرتم من وجهين مجمل ومفصل". أما المجمل فإنكم لم تأتوا على قولكم بدليل يتعين المصير إليه لا من قرآن ولا من سُنَّة ولا أثر ثابت عن أحد من أصحاب رسول الله لولا التابعين لا مسندًا ولا مقطوعًا ونحن نوجدكم من قال بقولنا: هذا أحد أئمة الإسلام سفيان بن عيينة قال في قوله ﷿: ﴿إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى﴾، قال: يعني في الأرض، وهذا عبد الله بن قتيبة قال في معارفه بعد أن ذكر خلق الله لآدم وزوجه: إن الله سبحانه أخرجه من مشرق جنة عدن إلى الأرض التى منها أخذ. وهذا آدم قد حكى الحسن عنه أنه لما احتضر اشتهى قطفًا من قطف الجنة، فانطلق بنوه ليطلبوه له، فلقيتهم الملائكة فقالوا أين تريدون يا بني آدم، قالوا: إن أبانا اشتهى قطفا من قطف الجنة، فقالوا لهم: أرجعوا فقد كفيتموه فانتهوا إليه فقبضوا روحه وغسلوه وحنطوه وكفنوه وصلى عليه جبريل وبنوه خلف الملائكة ودفنوه، وقالوا هذه سنتكم في موتاكم. وهذا أبو صالح قد نقل عن ابن عباس في قوله "اهبطوا منها"، قال: هو كما يقال: هبط فلان في أرض كذا وكذا. وهذا وهب بن منبه يذكر أن آدم خلق في الأرض وفيها سكن وفيها نصب له الفردوس وأنَّه كان بعدن وأن سيحون وجيحون والفرات انقسمت من النهر الذي كان في وسط الجنة وهو الذي كان يسقيها، وهذا منذر بن سعيد البلوطى اختاره في تفسيره ونصره مما حكيناه عنه وحكاه في غير التفسير عن أبي حنيفة فيما خالفه فيه فلم يقل بقوله في هذه المسألة. وهذا أبو مسلم الأصبهاني صاحب التفسير وغيره، أحد الفضلاء المشهورين، قال بهذا وانتصر له واحتج عليه بما هو معروف في كتابه، وهذا أبو محمد عبد الحق بن عطية ذكر القولين في تفسيره في قصة آدم، وهذا أبو محمد بن حزم ذكر القولين في كتاب الملل والنحل له قال، وكان المنذر بن سعيد القاضي يذهب إلى أن الجنة والنار مخلوقتان إلا أنه كان يقول: إنها ليست