رواحة، ثم خرج رسول الله ﷺ فقال:"إن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن، وإن الله ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة، وإن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم ﵇ قال: ﴿فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ وإن مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى ﵇ قال ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ .. وإن مثلك يا عمر كمثل موسى ﵇ قال: ﴿رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ وإن مثلك يا عمر كمثل نوح ﵇ قال: ﴿رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا﴾ أنتم عالة فلا ينفكن أحد منهم إلا بفداء أو ضربة عنق". قال ابن مسعود: قلت: يا رسول الله، إلا سهيل بن بيضاء فإنه يذكر الإسلام! فسكت رسول الله ﷺ فما رأيتني في يوم أخوف من أن تقع علىّ حجارة من السماء منى فى ذلك اليوم، حتى قال رسول الله ﷺ:"إلا سهيل بن بيضاء، فأنزل الله ﷿: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ. . .﴾ إلى آخر الآية. (٣/ ١٥٥١، ١٥٥٢).
[حسن].
أخرجه الترمذى فى تفسير القرآن، باب: ومن سورة الأنفال (٥/ ٢٧١/ ح ٣٠٨٤) مختصرًا، وأحمد (١/ ٣٨٣، ٣٨٤)، وابن جرير في "تفسيره" (٦/ ١٠/ ٣١)، والطبراني في "الكبير" (١٠/ ١٧٧/ ح ١٠٢٥٨)، والحاكم (٣/ ٢٤)، والبيهقى فى "الدلائل" (٣/ ١٣٨)، والواحدى في "أسباب النزول" (ص ١٩٧/ح ٤٩٩) من طريق معاوية عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود به، واللفظ لأحمد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. وقال الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي. وقال في المجمع (٦/ ٨٧): وفيه أبو عبيدة، ولم يسمع من أبيه ولكن رجاله ثقات.
وهو عند أحمد والطبراني من رواية جرير بن حازم عن الأعمش نحوه، وفيه