إن الله قد أمكنكم منهم وإنما هم إخوانكم بالأمس"، فقام عمر فقال: يا رسول الله، اضرب أعناقهم، فأعرض عنه النبي ﷺ فقال للناس مثل ذلك، فقام أبو بكر الصديق ﵁ فقال: يا رسول الله نرى أن تعفو عنهم وأن تقبل منهم الفداء. قال: فذهب عن وجه رسول الله ﷺ ما كان فيه من الغم، فعفا عنهم وقبل منهم الفداء، قال: وأنزل الله ﷿: ﴿لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ ". (٣/ ١٥٥١).
[يُحسن].
أخرجه أحمد (٣/ ٢٤٣) من طريق علىّ بن عاصم عن حميد عن أنس به.
قلت: وهو إسناد حسن فعلى ابن عاصم تكلموا فيه ولم يكن عندهم بالقوى ولكنه لم ينفرد. بل يشهد له ما تقدم، وما سيأتي. هذا إن سلم الحديث من تدليس حميد فهو ثقة مدلس، وقد عنعنه عن أنس.
قال في "المجمع"(٦/ ٨٧): رواه أحمد عن شيخه علىّ بن عاصم ابن صهيب، وهو كثير الغلط والخطأ، لا يرجع إذا قيل له الصواب، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
وذكره في الدر (٣/ ٣٦٤)، ولم يزد في نسبته على مسند أحمد فقط.
* تنبيه: وقع عند المؤلف فى سند الإمام أحمد خطأ في تسمية "علىّ بن عاصم"، فقد سماه "على بن هاشم"، والصواب ما في مسند أحمد.
٥٢٢ - قوله:"عن أبي عبيدة عن عبد الله، قال: لما كان يوم بدر قال رسول الله ﷺ: "ما تقولون فى الأسارى؟ " فقال أبو بكر: يا رسول الله، قومك وأهلك، استبقهم واستتبهم لعل الله أن يتوب عليهم .. وقال عمر: يا رسول الله، كذبوك وأخرجوك فقدمهم فاضرب أعناقهم .. وقال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله أنت في واد كثير الحطب، فأضرم الوادى عليهم نارًا، ثم ألقهم فيه! فسكت رسول الله ﷺ فلم يرد عليهم شيئًا، ثم قام فدخل. فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر، وقال ناس: يأخذ بقول عمر، وقال ناس: يأخذ بقول عبد الله بن