٥١٦ - قوله: ولما كانت غزوة الخندق وتجمع المشركون على المدينة، ونقضت بنو قريظة العهد، وخاف رسول الله ﷺ على المسلمين، عرض على عيينة بن حصن الفزاري، والحارث بن عوف المرى رئيس غطفان الصلح على ثلث ثمار المدينة، وأن ينصرفا بقومهما ويدعا قريشًا وحدها، وكانت هذه المقالة من رسول الله ﷺ لهما مراوضة ولم تكن عقدًا، فلما رأى رسول الله ﷺ منهما أنهما قد رضيا، استشار سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فقالا: يا رسول الله، هذ أمر تحبه فنصنعه لك، أو شئ أمرك الله به فنسمع له ونطيع، أو أمر تصنعه لنا، فقال:"بل أمر أصنعه لكم، فإن العرب قد رمتكم عن قوس واحدة"، فقال له سعد بن معاذ: يا رسول الله، والله قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك وعبادة الأوثان، ولا نعبد الله ولا نعرفه، وما طمعوا قط أن ينالوا منا ثمرة، إلا شراء أو قِرَّى، فحين أكرمنا الله بالإسلام، وهدانا له، وأعزنا بك، نعطيهم أموالنا! والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم. فسر بذلك رسول الله ﷺ وقال:"أنتم وذاك".
وقال لعيينة والحارث:"انصرفا، فليس لكما عندنا إلا السيف". (٣/ ١٥٤٧).
[حسن لغيره].
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(٣/ ٤٣٠) من طريق ابن إسحاق قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة. فذكره وهو معضل.
وذكره ابن هشام في "سيرته"(٣/ ٢٣٩) من نفس طريق ابن إسحاق، وزاد فيه عن محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري فذكره، وهذا منقطع.
وذكره في "المجمع"(٦/ ١٣٢) عن أبى هريرة مرفوعًا، وقال: رواه البزار والطبرانى، ورجال البزار، والطبراني فيهما محمد بن عمرو، وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات.
٥١٧ - قوله: يقول رسول الله ﷺ: "إن من عباد الله لأناسًا ما هم