وأخرج الحاكم (٣/ ٤) من طريق أبي عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس ﵄ قال: شرى علىُّ نفسه ولبس ثوب النبي ﷺ ثم نام في مكانه، وكان المشركون يرمون -في "الدر" يحسبون- رسول الله ﷺ، وقد كان ألبسه بردة، وكانت قريش تريد أن تقتل النبي ﷺ، فجعلوا يرمون -في "الدر" يرمقون- على ويرونه النبي ﷺ، وقد لبس بردة وجعل على ﵁ يتضوَّر -في "الدر" يتصوَّر- فإذا هو على فقالوا: إنك للئيم، إنك لتتضوَّر -في "الدر" لتتصوَّر- وكان صاحبك لا يتضوَّر -في "الدر" لا يتصوّرك- ولقد استنكرناه منك".
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد رواه أبو داود الطيالسي وغيره عن أبي عوانة بزيادة ألفاظ. وأقره الذهبي.
وفى الباب عن السدى عند ابن جرير (٦/ ٩ /١٥٠) من طريق أسباط وهو صدوق كثير الخطأ يغرب، وفي الباب أيضًا عن قتادة عند عبد الرزاق وعبد بن حميد بنحو حديث عثمان الجزرى وحديث قتادة أتم، وفيه ذكر دخول الشيطان عليهم دار الندوة في صورة شيخ من نجد.
وعن معاوية بن قرة عند عبد بن حميد بنحو حديث قتادة، وعن أنس بن مالك عند ابن مردويه مختصرًا. فبالجملة فإن هذه شواهد يقوى بعضها بعضًا وتحسن ما ذكره ابن عباس ﵄، لا سيما وأن الحافظ حسَّن حديث عثمان الجزري.
قوله: عن سعيد بن جبير والسدى وابن جريج وغيرهم أن القائل لذلك هو النضر بن الحارث قال: "فإنه -لعنه الله- كان قد ذهب إلى بلاد فارس، وتعلم من أخبار ملوكهم رستم واسفنديار؛ ولما قدم وجد رسول الله ﷺ قد بعثه الله وهو يتلو على الناس القرآن، فكان ﵊ إذا قام من مجلس